المدارس الخاصة تريد التعليم… عنزة ولو طارت!
فيما يفترض بمجلس الوزراء أن يتخذ قراراً حاسماً ونهائياً بشأن استئناف العام الدراسي، يراعي الظروف الاستثنائية والأوضاع النفسية التي يعيشها الطلاب والأساتذة النازحون وغير النازحين، انقسم المجلس أمس بين مؤيد للتعليم في المدارس «الآمنة» ومعارضٍ بشدّة لعودة طلاب إلى الصفوف دون آخرين و«كأنّ هناك لبنانَين».
وكان وزير التربية عباس الحلبي قد حمل إلى الجلسة طرحاً من خارج جدول الأعمال يطلب فيه من مجلس الوزراء إعطاءه ضوءاً أخضر سياسياً للسماح للمدارس الخاصة بفتح أبوابها إذا كانت قادرة على ذلك، إلا أن الخلاف بين الوزراء الذي أخذ بعداً طائفياً حال دون اتخاذ المجلس أيّ توجه، فيما تقرر عقد جلسة خاصة للتربية.
الحلبي رمى كرة اللهب في مجلس الوزراء لعدم قدرته، على ما يبدو، على مواجهة الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها من بعض المدارس الخاصة، وتحديداً من الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية.
إذ يصرّ الأمين العام لهذه المدارس يوسف نصر على «العودة بأيّ ثمن، ابتداءً من الإثنين المقبل، لأننا لم نعد نحتمل تسكير مدارس»، مؤكداً ضرورة أن يعقد اجتماع في وزارة التربية، في هذين اليومين، لوضع خطة عملية تشارك فيها المدارس الخاصة وتضع كل إمكاناتها في تصرف الوزارة لنجاح الخطوات التطبيقية.
فتح المدارس للتعليم الحضوري في المدارس الخاصة والمدارس الرسمية الخالية هو ما يطرحه رئيس نقابة المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض، مستغرباً أن تطلب روابط الأساتذة في القطاع الرسمي توقيف التعليم بدل أن تطالب هيئة الطوارئ الحكومية بتأمين مراكز إيواء بديلة من المدارس الرسمية التي «يستوطى حيطها مع كل أزمة وطنية». ونفى محفوض ما يشاع عن أن المدارس الخاصة لم تفتح أبوابها للنازحين، «ففي بيروت، هناك المدرسة البطريركية و6 مدارس تابعة لجمعية المقاصد وغيرها».
ورغم القضف وغياب الإمكانات اللوجستية والتقنية والفوضى العارمة على الطرقات، حيث يتعذر على الأساتذة والطلاب التنقل من أماكن سكنهم أو أماكن نزوحهم إلى المدارس المفتوحة، يقترح محفوض فتح المدارس الرسمية التي لم تستقبل نازحين ولا سيما في المناطق بتقسيم الدوامات إلى أربعة قبل الظهر وبعده: «يومان لفوج من الطلاب، ويومان آخران لفوج ثانٍ قبل الظهر، ويومان لفوج ثالث ولفوج رابع بعد الظهر. وهناك احتمال أن يدرّس أحد الأساتذة 20 تلميذاً في الصف و200 تلميذ أونلاين يتابعون المحاضرة في الوقت نفسه، وهذا ما يسمّى بالتعليم المدمج. أما المدارس الخاصة فتفتح قبل الظهر لطلابها وبعد الظهر للنازحين».
إلا أن روابط الأساتذة في التعليم الرسمي رفضت، من باب التضامن التربوي، أن تفتح مدارس خاصة أبوابها في مناطق محددة، فيما هناك طلاب وأساتذة في التعليم الرسمي والخاص يفترشون العراء في مناطق أخرى. وطالبت الروابط بفتح المدارس الخاصة في كل المناطق الآمنة لاستقبال النازحين، بعدما غصت بهم المدارس الرسمية. واستغرب نائب رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، حيدر إسماعيل، ما سمّاه «فدرالية التربية»، متسائلاً عن سبب الاستعجال إن لم يكن للكسب المادي، طالما أن المنهج المقرر مقلّص ولا يتجاوز إنجازه أكثر من 100 يوم تدريس. وقال إن «المطروح حتى الآن سيخلق فوضى كبيرة»، متمنّياً على وزارة التربية «وضع خطة واضحة تضمن نوعيّة التعليم نفسها لكل تلامذة لبنان».
فاتن الحاج – الاخبار