نقاط جانبية من صفقات أوروبية – إيرانية تبرّد لبنان… صعوبات كبيرة…

أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”

 

 

 

 

هناك الكثير من المصالح التي تجمع إيران بالدول الأوروبية، وذلك بمعزل عن إيجابيات وسلبيات أو توترات المفاوضات الأميركية – الإيرانية في هذه المرحلة أو تلك، وبغضّ النظر عن الفرص التي يفتحها الاتفاق النووي للشركات والاقتصادات الأوروبية داخل إيران.

 

إنهاء الحرب في لبنان؟

فباتّفاق نووي ومن دونه، وبمراحل من التهدئة أو التوتر، هناك الكثير من المصالح التي تجمع ما بين البلدان الأوروبية وطهران، الى درجة أن إيران تمارس دور الراعي الأساسي لصفقات أوروبية ببلدان عدة في المنطقة، كالعراق وسوريا وسواهما.

وانطلاقاً مما سبق، بماذا يمكن لتلك الحالة أن تساعد لبنان الآن؟ وما هي الصفقات المُمكِنَة بين الأوروبيين والإيرانيين في الوقت الراهن، القادرة على أن تشمل وقف الحرب في لبنان؟ أو هل ابتعد التوتر الحاصل فيه (لبنان) الآن عن أي قدرة على لجمه بصفقة من هنا، وبأخرى من هناك؟ وما مدى إمكانية أن يساهم فتح أبواب شرق أوسطية جديدة أمام الأوروبيين بأيادٍ إيرانية، بالمساعدة على إعادة الهدوء الى لبنان ولو على سبيل نقطة جانبية، خصوصاً في أوان الخلافات الأميركية – الإيرانية (الظاهرة على الأقلّ)، التي وصلت الى حدّ الحديث عن أن المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران التي تسيّرها سلطنة عُمان، توقّفت بسبب تصاعد التوترات في المنطقة؟

 

ضعف معيّن…

لم يقلّل مصدر مُتابِع لشؤون المنطقة من “قدرة تأثير الصفقات الإيرانية المُبرَمَة مع دول أوروبية على إرساء الهدوء الإقليمي، خلال مراحل سابقة”.

ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “هذا النوع من الصفقات قد يساهم في تبريد الأوضاع اللبنانية بالظروف التي هي فيها حالياً، ولو بنسبة معيّنة. ولكن هناك مسألة جديدة ستتحكّم في الوقائع مستقبلاً، وهي أن إيران لم تَعُد طرفاً مؤثّراً في لبنان بشكل هائل كما كانت عليه الأحوال في الماضي. فمن الآن والى ما بعد مدّة معيّنة، سيظهر للجميع أن النفوذ الإيراني في الداخل اللبناني أُصيب بتراجع معيّن، وأن هناك أطرافاً أخرى غير إيران ستشارك في رسم وصياغة التوجّهات اللبنانية مستقبلاً”.

وختم:”حرب لبنان الحالية جعلت إيران ضمن وضع إقليمي جديد. فقدرة تأثيرها الإقليمي الأكبر المُنطلق منه، أُصيب بضعف معيّن على المستويَيْن المحلّي والخارجي، وهو ما بات يحتّم على طهران أن تتّكل على نفسها أكثر، وأن تمارس أدوارها الإقليمية بجهود خاصّة أكثر من السابق. وهذه حالة جديدة تجعل الأدوار الإيرانية مكشوفة أكثر، وتحتّم صعوبة معيّنة في القيام بها، وفي الحفاظ عليها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى