مبادرة ماكارون تقوض بضغط إيراني ومجاعة ما بعد إنهيار…
حمّل مدير تحرير في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، ومحرّر مدوّنة “ديوان”، مايكل يونغ “حزب لله” مسؤولية تقويض مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وفي تحليل نشرته صحيفة “ذا ناشيونال”، انطلق يونغ من تصريحات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي التي شدّد فيها على “عجز الدولة اللبنانية عن التعايش مع سلوك “حزب الله”، مشيراً إلى أنّ كلامه هذا جاء بالتزامن مع جهود تشكيل “حكومة المهمة” التي دعا إليها ماكرون. واعتبر يونغ أنّ الثنائي الشيعي يقف وراء عرقلة مسار تشكيل الحكومة بإصرارهما على أن يكون وزير المالية شيعياً وتكريس هذا المبدأ في الحكومات المقبلة، مبيناً أنّ هذا المطلب يتنافى مع مبدأ مداورة الحقائب الذي وافق عليه الأفرقاء السياسيون. وقال يونغ إنّ الراعي رفض فكرة تكريس وزارات معينة لطوائف محددة، محذراً من أنّ “حزب الله” يريد تغيير النظام اللبناني القائم. ومن أجل فهم ما يجري، دعا يونغ إلى إلقاء نظرة على تطورات المنطقة، مؤكداً أنّ تطبيع الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي غيرا المشهد الاستراتيجي. واعتبر يونغ أنّ اتفاقيْ السلام قلبا الطاولة مع اتجاه إسرائيل إلى التحالف استراتيجياً مع دول الخليج، في حين تسعى إيران إلى نشر صواريخيها في لبنان وسوريا. وكتب يونغ: “يبدو أنّ هذا التطور أدى إلى تصلب الموقف الإيراني في لبنان. إذ يعتقد مراقبون كثر أنّ مطلب “حزب الله” بأن يكون وزير المالية شيعياً يهدف إلى تقويض المبادرة الفرنسية. ويتردّد أنّ طهران تخوّفت من قدرة الحكومة غير السياسية في بيروت على إعاقة قدرة “حزب الله” على التحرك انطلاقاً من لبنان، وذلك إذا ما احتاجت إيران إلى أن يرد إذا ما شنت إسرائيل هجوماً على أراضيها”. وتابع يونغ: “في الواقع، إذا منعت إيران تنفيذ الخطة الفرنسية الهادفة إلى إغاثة الاقتصاد، فستكون قد حكمت على ملايين اللبنانيين بأزمة اقتصادية حادة وربما مجاعة لن تحيّد مؤيدي “حزب الله”. وفي قراءته لموقف الثنائي الشيعي، رأى يونغ أنّ كلاً من “حزب الله” و”أمل” معزول اليوم، وذلك نظراً إلى تأييد الرئيس ميشال عون مبدأ المداورة. على مستوى مبادرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، توقّع يونغ أن تعيد إحياء المبادرة الفرنسية، إذا ما وافق عليها الثنائي الشيعي. أمّا في حال رفض، فسيدل ذلك إلى أنّ “حزب الله” لا يملك حلولاً للأزمة الاقتصادية ولا رؤية للبلاد باستثناء كونه ولاية فارسية تابعة لإيران، بحسب ما كتب يونغ. كما أكّد الكاتب أنّ الحزب يحاول الحفاظ على الوضع الراهن الذي يرفضه أغلبيه اللبنانيين. يونغ الذي عاد إلى التذكير بما جاء في خطاب الراعي، لفت إلى أنّ رد “حزب الله” جاء على لسان المجلس الشيعي الأعلى، قائلاً إنّ هذه الخطوة أظهرت أنّه لا يستطيع حشد الدعم إلا من داخل المؤسسات الطائفية في مجتمعه. على صعيد انعكاسات هذه التطورات على المستقبل، خلص يونغ إلى ما يلي: “إذا كان دور “حزب الله” النهائي يقضي بتعزيز قدرة الردع الإيرانية ضد إسرائيل والولايات المتحدة، فربما حيّد الخلاف الذي يواجهه في لبنان هذه القدرة”