قوات حفظ السلام في المرفأ والانظار على المطار
نشر موقع “عربي بوست” تقريراً عن نشر قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان “اليونيفيل”، يوم الأحد الماضي، بناءً على طلب من السلطات اللبنانية كتيبة تضم قوة متعددة الجنسيات في بيروت، للمساعدة على إزالة مخلفات انفجار مرفأ بيروت، طارحاً التساؤلات التالية: “هل أتت إلى مرفأ بيروت، وقد تصل إلى مطار بيروت قريباً، لتحاصر حزب الله وتحجم نفوذه في المرفأ والمطار؟ وهل هناك استهداف للنفوذ التركي في شرق المتوسط؟ أم ستؤدي مهمتها بعيداً عن الصراع الدائر في المنطقة؟”. ونقل الموقع عن مصدر سياسي كبير قوله إنّ “توسيع صلاحيات اليونيفيل له عدة أهداف أبرزها مقاسمة حزب الله في السيطرة على مرافق ومعابر لبنان ومرفأ بيروت، الذي كان منفذاً كبيراً لعمليات التهريب واستيراد السلاح دون رقابة مباشرة من السلطة اللبنانية”، بحسب المصدر. وشدَّد المصدر المطلع على أن الرقابة الدولية على منافذ الدولة بدأت من لحظة إعلان العقوبات على الوزيرين علي حسن خليل ويوسف فينيانوس. ويؤكد المصدر أن الهدف الثاني هو تحجيم نفوذ تركيا في منطقة شرق المتوسط، فقد باتت تشكل هاجساً لأوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً، بعد تزايد نشاطها ونفوذها في المنطقة. وقال الموقع إنّ بيان اليونيفيل عن نشر قوة عسكرية لها في مرفأ بيروت جاء قبل لحظات من مؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معلقاً: “كان لهذه الخطوة أبعاد كثيرة في ظل تأكيد واشنطن أن اليونيفيل ستخطو الخطوة نفسها في مطار بيروت الدولي، حيث يعتبر مراقبون أنها مشاركة مباشرة لحزب الله في مواضع قوته الحيوية، التي يفرض من خلالها قوته وحضوره السياسي والأمني على مداخل ومخارج لبنان”. ونقل الموقع عن مصادر دبلوماسية تأكيدها أن الخيارات التي تُطرح للبنان بعد إفشال المبادرة الفرنسية تستوجب أقصى درجات التنبه والحذر، وأن كل الاحتمالات مفتوحة، لذلك فإن التدخل الدولي غير مستبعد في حال تطوّرت الأمور نحو المجهول السياسي والأمني المرتبط بالواقع الاقتصادي المنهار. وشدّدت المصادر على أن خيار تدويل الأزمة مطروح دائماً، وأن الأمر يحتاج إلى توافق دولي، في حين أن الأميركيين يركزون حالياً على انتخاباتهم الرئاسية، ما يعني أن أي حديث في هذا الصدد يستوجب تبيان ما سيجري في نتائج الانتخابات الأميركية، خاصة في ظل التشتت حول إمكانية بقاء ترامب أو فوز بايدن. واشارت المصادر إلى أن البحث كان يدور سابقاً حول توسيع مهام “اليونيفيل” قبل التجديد لها نهاية الشهر الماضي، لكن التطورات التي وقعت في لبنان بعد انفجار المرفأ أخّرت البحث في الأمر، ما يعني أن الأنظار لم تُصرف عن هذه الفكرة. وبحسب المصدر فإن توسيع مهام قوات الطوارئ الدولية يأتي في إطار شروط واشنطن لمساعدة لبنان، فهو من بين الشروط الأميركية لتعزيز عملها ونطاق صلاحياتها في لبنان، ولتحقيق ذلك وافقت واشنطن على التجديد للقوات الدولية لسنة جديدة، شريطة وضع خطة خلال 60 يوماً لآلية عمل جديدة لهذه القوات وتوسيع صلاحياتها. وأكد المصدر أن ما جرى الآن يعد رسالة لباريس، التي مازالت تعول على تفاهماتها مع طهران وحزب الله لإنجاح مبادرتها. وأكدت المصادر أن وزيري الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والأميركي مايك بومبيو تواصلا هاتفياً -قبيل المؤتمر الصحفي للرئيس الفرنسي ماكرون- وأن بومبيو أبلغ لودريان أن واشنطن متأكدة من أن إيران وحزب الله يعرقلان المساعي الحقيقية للحل، وعلى المجتمع الدولي ممارسة دور جدي في حماية اللبنانيين. وأكد بومبيو لنظيره الفرنسي أن واشنطن مازالت تراقب الوضع اللبناني وهي غير راضية على أداء “حزب الله”، وهذا يجعل أميركا والدول الكبرى تفكّر بحلول غير دبلوماسية، وأنها تتجه نحو تدويل الأزمة اللبنانية بعد فشل الطبقة السياسية في حماية السيادة والعلاقات الخارجية بسبب انحيازها لحزب الله. من جهته، يؤكد النائب الوليد سكرية أن موضوع انتشار كتيبة لليونيفيل في مرفأ بيروت لم يناقش حتى الآن داخل كتلة “الوفاء للمقاومة” بشكل جاد. وقال إن الانتشار جاء بناءً على طلب الجيش اللبناني للمساعدة في رفع الأنقاض، ولا تحركات أو صلاحيات أخرى لهذا الانتشار.وأضاف: “توسيع عمل اليونيفيل في لبنان والقيام بأدوار أوسع ليس بيد الإدارة الأميركية، لأنها فشلت في طرح توسيع عمل قوات الطوارئ في مجلس الأمن”، مشدداً على أنّ أي تصرف تقوم به قوات اليونيفيل يخالف ما أتت من أجله سيكون له موقف آخر. وختم سكرية قائلاً: “هناك حكومة موجودة، وهي من تتحدث باسم لبنان في المحافل الدولية”.