برنامج إنساني.. لماذا انقسمت الآراء حول “قلبي اطمأن”؟
“الناس للناس”، عبارة اشتهر بقولها الشاب غيث الذي لا يكشف عن وجهه أمام الكاميرات وهو يوزع مبالغ مالية لمحتاجين في بلدان عربية.
غيث شاب إماراتي عُرف من خلال هيئته؛ إذ يرتدي سترة ذات قبعة يغطي بها رأسه، ولا يظهر من شكله سوى هيئته من الخلف، ويحمل على ظهره حقيبة يخرج منها مبالغ يوزعها على المحتاجين الذين يقصد مساعدتهم.
ومن خلال تقنية الصوت يجري تعديل صوت غيث، وهو ما يزيد في تغييب شخصيته الحقيقية.
لا أحد يعلم إن كان غيث هو الاسم الحقيقي لهذه الشخصية أم هو تعبير عن عمله الذي يمارسه بـ”إغاثة” المحتاجين، بحسب ما يفسر معلقون على هذه الشخصية في مواقع التواصل.
وغيث لا ينفق من ماله الخاص على المحتاجين، فعمله هذا يأتي ضمن برنامج مدعوم من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، الذي يمثل الذراع الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
قلبي اطمأن
يحمل برنامج غيث اسم “قلبي اطمأن”، وهو يقدم في شهر رمضان من على قناة أبوظبي، ودخل في شهر رمضان الحالي عامه الثالث.
البرنامج شهد تطوراً في موسميه الثاني والثالث؛ وهو جانب إيجابي من ناحية العمل الفني لجذب المتابعين.
ويدعم نجاح البرنامج جاذبية التصوير الخارجي التي تشد المشاهد، وهو ما يشير إلى حرفية فريق العمل، التي تعتبر من أهم أعمدة نجاح البرامج التي تتطلب تصويراً خارجياً.
اختيار القضايا الإنسانية المختلفة التي تتمثل بدعم أشخاص بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية أو إطلاق مشروع، أو الحصول على سكن، وغيرها من المواضيع، كانت إحدى عوامل نجاح البرنامج.
من بين القضايا التي اختارها هذا العام ولقيت تفاعلاً كبيراً جداً قضية “طبيب الغلابة”.
وهي حالة طبيب مصري يدعى محمد مشالي، ذلك الطبيب السبعيني الذي أفنى حياته في مساعدة الفقراء، ورفض أن يرفع تسعيرة الكشف بعيادته الخاصة فوق 10 جنيهات، أي أقل من دولار.
يعرف عن الدكتور مشالي قبوله الكشف على أي مريض ولو من دون مقابل.
استهدف “غيث” زيارته، لم يستطع مقابلته بسهولة كما قال، حتى ادعى فريق البرنامج أن ثمة حالة طبية طارئة تتطلب نزول الطبيب للشارع.
عرض “غيث” على الطبيب عيادة فاخرة بمنطقة راقية بمدينة طنطا (في محافظة الغربية بدلتا مصر) حيث يعيش.
لكن مشالي رفض العرض وقال له إن أردت التبرع فعليك أن تذهب للجمعيات الخيرية وملاجئ الأيتام.
اختلاف الآراء
لكن البرنامج حظي في هذا العام بتفاعل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين نقيضين.
ذهب بعض إلى أن ما يقدمه البرنامج من خلال غيث الذي يخفي وجهه يمثل الصورة الإنسانية والعمل الخيري.
وعلى النقيض من هذا الرأي يذهب آخرون إلى أن البرنامج غايته “سياسية”، مستندين إلى إظهار الدعم الإماراتي للبرنامج، وتسليط الضوء على حقيبة غيث التي تحمل علم الإمارات.
إعجاب بعمل غيث
كثيرون أبدوا إعجابهم بالبرنامج وأهميته وضرورة تقديم مثل هذه البرامج، إذ اعتبروها تسهم في تخفيف آلام وأحزان الناس.