المخطط الارهابي فشل.. أم عُرقل؟
تستمر الاجهزة الامنية اللبنانية وعلى رأسها مخابرات الجيش اللبناني في ملاحقة عدد من الارهابيين الذين ذكرت اسماؤهم في التحقيقات مع المعتقلين نتيجة المعارك الاخيرة التي حصلت في عكار، في حين ان الاعترافات اوحت بأن المخطط هذه المرة كان استثنائيا. وتعتبر مصادر مطلعة أن اعترافات الموقوفين من الجماعات الارهابية تؤكد ان عشرات من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين بايعوا “داعش”، التي عادت لتنظيم صفوفها في لبنان. واشارت المصادر الى ان هذه المبايعة ترافقت مع تحضير البنية التحتية للعملية الامنية والعسكرية التي كان يراد القيام بها في لحظة معينة يحددها هؤلاء. وقالت المصادر ان الاعترافات، اضافة الى الاسلحة التي تمت مصادرتها ومن بينها اسلحة متوسطة، واسلحة مضادة للاليات، توحي بأن الهدف لم يكن استخدام الساحة اللبنانية كساحة لتوجيه ضربات موضعية ومحددة، بل الهدف هو السيطرة على مساحات جغرافية والاستقرار فيها. واعتبرت المصادر ان المسار الارهابي كان من المفترض ان يكون مساراً يهدف الى اضعاف قبضة القوى الامنية والجيش اللبناني في مناطق شمالية محددة وبشكل تدريجي بغية اخراج الدولة كليا من هذه المنطقة. وترى المصادر ان اهم عوامل نجاح هذا المخطط كان المباغتة، وهذا ما فشل بسبب اكتشاف خلية ارهابية بعد الحادثة في كفتون، ما جعل القوى الامنية وتحديدا فرع المعلومات يلاحقونهم واحدا تلو الاخر ما افقدهم القدرة على المبادرة. وتلفت المصادر الى ان تدحرج عملية اكتشاف الخلايا بسبب ملاحقة بعض الارهابيين واعتقال بعضهم الآخر، ساهم في كشف مجموعات كاملة وليس خلايا صغيرة منفصلة، اذ ان القوى الامنية اللبنانية لا تزال الى اليوم تعمل على ملاحقة مجموعات مشتبه بهم. وتؤكد المصادر ان كل ما حصل منذ ما قبل كفتون الى الآن، يعود الى رغبة بعض قيادات “داعش” في لبنان بإعلان هيكيلية تنظيمية واضحة ومستقلة للتنظيم في لبنان. وتعتبر المصادر ان هذا المخطط تلقى ضربات كبرى في الاسابيع الماضية، بسبب مقتل واعتقال عدد من قياداته الاساسية.