الرقابة المشددة تجبر “تويتر الصين” على إيقاف بعض منصاته

طلبت السلطات الصينية، السبت، من موقع التواصل الاجتماعي الصيني الشهير “سينا ويبو”، أو ما يُعرف بـ”تويتر الصين”، التصدي بصورة فعالة “للمحتوى الإباحي البذيء والضار”، الذي ينشره الموقع.

وموقع “سينا ويبو”، هو منصة تواصل اجتماعي انطلقت في الصين عام 2009، وهو شبيه بموقع “تويتر” من ناحية محدودية الكلمات في المنشورات، وبلغ عدد مستخدميه نحو 600 مليون شخص.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد، إن السلطات الصينية فرضت رقابة مشددة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ للحدِّ من “المضمون الضار” بفاعلية أكبر، مع مضاعفة رقابتها على التعليقات المنشورة في الإنترنت، مستهدفةً كذلك موسيقى الراب، والرسوم المتحركة الساخرة، والنكات البذيئة، وفضائح المشاهير.

وأعلنت إدارة الفضاء الإلكتروني في بكين، السبت، على حسابها الرسمي بموقع “وي تشات”، إن موقع “سينا ويبو” لم يلتزم بالتوجيهات، منتقدةً سماح الموقع لمستخدميه بنشر “محتوى يتضمن توجيهاً خاطئاً للرأي العام، وبذاءة، وقلة أخلاق، وتمييزاً عرقياً”.

وتهدف الحملة، ليس فقط إلى القضاء على المعارَضة؛ بل للتأكد من أن وسائل الإعلام كافة “تخدم التوجه الاشتراكي”. ولا تسمح الصين باستخدام منصات أخرى، مثل “تويتر” و”فيسبوك”.

وقالت الإدارة الصينية: إن الشركة “انتهكت قوانين البلاد وأنظمتها، وقادت الرأي العام على الإنترنت في اتجاهات خاطئة، وأحدثت تأثيراً سيئاً جداً”.
اقرأ أيضاً:

دراسة: الألعاب البلاستيكية المستعملة تحتوي مواداً سامة

واستجابةً لهذا القرار، أعلن “ويبو” تعليق عمل العديد من بواباته أسبوعاً، ومن بينها بوابة مخصصة للمشاهير وحياتهم الخاصة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تنتقد فيها السلطات الصينية موقع “ويبو”، في ظل إحكام قبضتها على محتوى الإنترنت.

ومنذ تولي الرئيس شي جين بينغ السلطة عام 2012، تم تعزيز الرقابة على الإنترنت، والتي تُعتبر بين الأكثر تشدداً في العالم.

وكان قانون حماية الفضاء الإلكتروني، الذي دخل حيز التنفيذ في يونيو الماضي، منح السلطات صلاحيات أوسع للسيطرة على المعلومات.

وكانت إدارة الفضاء الإلكتروني أبلغت حينها شركات الإنترنت ضرورة الالتزام بالقانون الجديد، الذي يفرض أن تكون الأخبار المنشورة على الإنترنت، وكذلك المعلومات، “في خدمة التوجه الاشتراكي وتوجيه الرأي العام بالشكل الصحيح”.

ومذّاك، استهدفت الإدارة، بالإضافة إلى المحتوى الجنسي والعنفي، كل ما يزعج السلطات؛ من رسوم متحركة ساخرة، ونكات بذيئة، وصولاً إلى فضائح المشاهير.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، مطلع يناير، تعميماً حكومياً، يبدو أنه موجَّه لمحطات التلفزة الصينية، يمنع إظهار “فنانين يحملون الوشوم” وبث “موسيقى الهيب هوب”، كما يمنع إظهار فنانين “يخالفون مبادئ الحزب الحاكم وقِيَمه”.

وفي بيان منفصل، قال “ويبو” إنه يقبل الانتقادات، وقرر تعليق عمل بعض البوابات الرئيسة، مثل: بوابة البحث الساخن، وبوابة المشاهير، وغيرهما.

وفي قضية أخرى، أُعلن عنها الجمعة الماضي، قالت أجهزة الرقابة الصينية إنها فرضت غرامة مالية على أحد مدوّني موقع “وي تشات”، تبلغ 200 ألف يوان (31 ألف دولار)؛ لنشره تضليلاً يؤثر على الأسواق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى