امرأة أرعبت عوائل سعودية.. تفاصيل جديدة في قصة “خاطفة الدمام”
شُغلت مواقع التواصل الاجتماعي السعودية خلال الساعات الماضية بقضية خاطفة الدمام، التي كُشف عن تفاصيلها مؤخراً؛ لتفصح عن جرائم اختطاف جرت منذ تسعينيات القرن الماضي بطلتها امرأة.
جاء ذلك عقب تسليط برنامج “الليوان”، الذي بثته قناة “روتانا خليجية” فجر الأحد، الضوء على القضية مجدداً.
في البرنامج كشف متحدث باسم النيابة العامة، وأحد المختطفين وابن الخاطفة الحقيقي، عن تفاصيل جديدة في القضية التي ظهرت للسطح أول مرة في فبراير الماضي.
من هي خاطفة الدمام؟
خاطفه الدمام مريم، هي امرأة سعودية تعيش في مدينة الدمام، من مواليد 1960، من أب سعودي وأم سعودية، ومتزوجة ولها بنت وولد.
تعيش مريم في مدينة الدمام، وتخفي اسمها الحقيقي، وتعرف في منطقتها باسم فاطمة الحساوية.
بدأت أول عملية خطف في عام 1993 من مستشفى القطيف المركزي، حيث خطفت الطفل نايف محمد القرادي، وسجلت اسمه في السجل المدني باسم زوجها الأول، وبعد أن طلقها تزوجت من رجل آخر.
بعد مدة اختطفت مريم محمد العماري وموسى الخنيزي، وفي عام 2020 أرادت تسجيل محمد وموسى تحت اسم زوجها الثاني، ولكنه رفض طلبها وتجاهلها، وقررت أن تسجلهما على أنهما لقيطان، ولكن الأجهزة المختصة شكت في أمرها وأوقفتها حتى التحقق من الطفلين.
وبعد فحص حمض DNA تبين بأن الحمض مختلف، لتخضع للتحقيق فاعترفت بأنها اختطفتهما.
على إثر هذه القضية شكت الأجهزة المختصة في أمرها، وجرى إحضار باقي أفراد عائلتها للتحقيق في أمرهم.
وبعد الفحص تبين أن لها ولداً وبنتاً فقط، والابن الثالث ليس ابنها بعد الفحص، وأنه مختطف منذ نحو 27 سنة وهو ابن محمد القرادي.
واعترفت الخاطفة أنها تكره البنات، وكانت تخطف الأولاد بعكس الفتيات؛ لأنهم سيصبحون رجال أسرة في المستقبل، وسيعودون عليها بالرزق والخير.
وفي 17 أبريل الماضي، وجهت النيابة العامة السعودية تهمة الخطف العمد إلى 4 سعوديين ويمني.
وطالبت بإعدام ثلاثة منهم، وبينهم الخاطفة مريم، بجانب عقوبات تعزيرية على اثنين آخرين، كانا شاهدي زور على تسجيل أحد الأطفال المختطفين باسم زوج الخاطفة الثاني الذي يواجه بدوره حكم الإعدام.
وطالبت النيابة بتطبيق حد الحرابة على المتهمين الأول والثاني والثالث، واتهمت الموقوف اليمني بالمشاركة في عمليات خطف الأطفال والتستر على عمليات أخرى.
تعويض مادي
موسى الخنيزي، أصغر المخطوفين الثلاثة الذين عادوا لعائلاتهم الحقيقية، طالب بتعويض مادي من وزارة الصحة عن سنوات عمره الطويلة التي عاشها بعيداً عن عائلته.
وظهر الخنيزي الذي خطفته مريم قبل نحو 21 عاماً من مستشفى الولادة بالدمام عقب ساعات من ولادته، في برنامج “الليوان” وقال إنه يستحق تعويضاً من وزارة الصحة.
واشتكى الشاب من أنه بلا تعليم ولا مال؛ إذ لم يتمكن من دخول المدارس لكونه بلا أوراق ثبوتية طوال حياته.
ووفق قوله يريد الشاب أن يكمل تعليمه، وطلب من وزارة التعليم مساعدته في ذلك، في حين أنه ما يزال يحاول الاندماج مع عائلته الحقيقية، ونسيان أكثر من 21 عاماً عاشها لدى عائلة أخرى دون أن يعلم أنه مختطف.
إنهاء الجدل
الكشف عن جرائم الخطف التي ارتكبتها مريم، جدد آمال عائلات سعودية وأخرى مقيمة اختطف أطفالهم.
وبدأت عائلات بفتح ملفات فقدان أطفالهم، ومنهم ابتهال المطيري، ونسيم الحبتور، ومحمد الحرابة، وعبد العزيز الدوخي.
لكن النيابة العامة السعودية حسمت الجدل حول وجود مخطوفين جدد لدى مريم.
وقال المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة، ماجد الدسيماني، إن تحقيقات النيابة في القضية انتهت بعودة ثلاثة شبان لعائلاتهم الحقيقية، بعد خطفهم رضعاً قبل أكثر من عشرين عاماً في حوادث خطف منفصلة من مستشفيات حكومية.
وأوضح أن الخاطفة مريم لم تتاجر بالأطفال، وليست عضوة في عصابة أو تنظيم لخطف الأطفال.
ابن الخاطفة
ظهر محمد، الابن الحقيقي لخاطفة الدمام مريم، في مداخلة هاتفية عبر ذات البرنامج، في أول ظهور علني له، مبرئاً نفسه مما فعلته والدته.
وقال محمد، الذي أكدت النيابة العامة السعودية أنه وشقيقته منار ابنان حقيقيان لمريم، إنه لا يتحمل أخطاء والدته.
وأوضح أنه يعاني من الإساءات والاتهامات التي وجهت له في مواقع التواصل الاجتماعي.
وبين أنه أول من سعى لتصحيح وضع إخوته الثلاثة الذين ثبت لاحقاً أنهم مخطوفون ولا تربطه بهم أي علاقة قرابة.
وبدا الشاب فخوراً بوالده المنفصل عن والدته الخاطفة، وقال عنه إنه “رجل عظيم أقدم له التحية والتقدير”.
عمل فني
التفاصيل التي تكشفت حول قضية خاطفة الدمام، أثارت حديثاً واسعاً عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل عن أهمية تحويلها إلى عمل تلفزيوني.
وورود تفاصيل جديدة متعلقة بشخصيات القضية، أوردها برنامج “الليوان”، جددت الحديث عن ضرورة تجسيد هذه القضية في مسلسل تلفزيوني، على غرار العديد من القصص الاجتماعية الحقيقية التي تحولت لأعمال تلفزيونية وسينمائية، لقيت انتشاراً واسعاً.
ومنذ الكشف عن تفاصيل القضية في مارس الماضي، تناقلت مواقع إعلامية ترشيح الفنانة الكويتية هدى حسين لبطولة مسلسل رعب وإثارة يتحدث عن خاطفة الدمام مريم.
وبحسب هذه المواقع تعتبر هدى حسين الأفضل من بين الفنانات في تقمص الشخصية ولعب دور الخاطفة مريم.
وفي تاريخ الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي تتطرق لعمليات خطف، هناك أعمال مأخوذة من الواقع، لعل أبرزها قضية “ريا وسكينة” المصرية الشهيرة.