بطولات ومسابقات عن بعد.. الخليجيون يتأقلمون مع بيئة المنزل
يُسجل لدول الخليج أنها لم تستسلم أمام تحديات فيروس كورونا، وواصلت الحياة لكن بوتيرة أبطأ من المعتاد؛ وهو أمر طبيعي في وقت يشهد العالم شللاً في مختلف مناحي الحياة نتيجة تداعيات الفيروس.
ونظراً إلى تواصلها مع أحدث التقنيات في العالم، كانت إجراءات العزل أكثر سهولة، ومن خلاله نجحت في ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية المختلفة.
ومن خلال البث المباشر الذي توفره مواقع التواصل الاجتماعي، تمكن الخليجيون من مواصلة فعاليتهم، وابتكار فعاليات جديدة؛ تساهم في كسر عزلتهم.
بطولات رياضية
الحجر المنزلي لم يكن عائقاً أمام إقامة بطولة لألعاب البلاي ستيشن. هذا ما حصل في قطر؛ حيث اختتمت، مساء الأحد (10 مايو الجاري)، منافسات النسخة الافتتاحية من بطولة اللجنة العليا الرمضانية “فيفا 20” لألعاب البلاي ستيشن عبر الإنترنت.
جاءت البطولة ضمن مبادرات إدارة التواصل المجتمعي الرامية إلى تعزيز التواصل بين أفراد المجتمع خلال فترة البقاء في المنزل لمنع انتشار فيروس كورونا.
البطولة التي نظمتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتعاون مع دوري قطر المجتمعي لكرة القدم، جمعت تبرعات بأكثر من 37 ألف ريال (10.162 دولاراً)؛ لدعم جهود جمعية قطر الخيرية في مساعدة المتضررين من تداعيات الأزمة الراهنة.
وبحسب بيان لها التزمت اللجنة العليا بالتبرع بمبلغ مالي مقابل كل هدف يتم إحرازه خلال البطولة.
وفي مجال الرياضة أيضاً، ومن البلد الخليجي نفسه، حظي برنامج تعليم السباحة عن بعد، الذي أطلقه الاتحاد القطري للسباحة مؤخراً، من خلال وضع أفضل البرامج لتعليم السباحة عن بعد، بإقبال كبير من قِبل أولياء الأمور.
وبحسب ما ذكرته صحيفة “الشرق” المحلية فإن فكرة هذا البرنامج جاءت استثماراً لبقاء الجميع في منازلهم، فضلاً عن حرص الاتحاد على نشر الوعي الرياضي وزيادة قاعدة الممارسين للعبة.
يتولى البرنامج مهمة تطوير الثقافة الرياضية بين الأطفال وأولياء الأمور؛ من خلال تعليم أساسيات السباحة في المنزل حسب الإمكانات المتاحة، لاكتساب عدد من المهارات الأساسية.
ويكون الإشراف على التدريبات داخل المنزل من قِبل أولياء الأمور، في حين يقدم الاتحاد النواحي الفنية وطرق التدريبات والإرشادات عن طريق نشر ذلك على مواقعه المختلفة سواء على “تويتر” أو “إنستغرام”.
ماراثون افتراضي
دول الخليج، التي عُرفت بارتفاع نسبة أمراض السمنة بين سكانها، تدرك جيداً خطورة البقاء في المنزل في زيادة هذه النسبة التي تعمل على محاربتها.
ولتشجيع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة من منازلهم، ونشر ثقافة الرياضة من أجل الحياة، ورفع الوعي بأهمية الرياضة، أطلقت اللجنة الأولمبية القطرية النسخة الأولى من ماراثون قطر الافتراضي 2020، في أبريل الماضي.
الماراثون الافتراضي، الذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة اشتمل على 3 فئات؛ الأولى “الماراثون الكامل” لمسافة 42 كيلومتراً، و”النصف ماراثون” لمسافة 21 كيلومتراً، بالإضافة إلى فئة 5 كيلومترات.
في مبادرة مماثلة أطلقت وزارة الرياضة السعودية “السباق المنزلي”، يوم الاثنين 11 مايو الجاري، وتستمر حتى 28 من نفس الشهر.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن الفعالية تشتمل على 7 سباقات مختلفة من حيث المسافة، من بينها سباق الماراثون وسباق الـ 10 كم.
وتتضمن المبادرة استخدام أجهزة السير، أو المشي في الحديقة المنزلية، إضافة إلى المشي في فناء المنزل وداخله، وذلك بحسب اختيار المتسابق.
الأمن السيبراني
المبرمجون والهواة في مجال التقنيات الحديثة فتحت لهم السعودية فرصة جيدة للربح المادي، وتطوير قدراتهم والمنافسة والتميز.
كان ذلك في أبريل الماضي، حيث أطلقت المملكة منافسات المبادرة الرقمية الوطنية “هوماثون”، التي ينظمها الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز “عن بعد”.
وبحسب ما أعلنه الاتحاد على حسابه في “تويتر”، تقدَّم للمشاركة في المسابقة 10 آلاف مطور ومبرمج من 51 دولة في العالم.
ويتنافس هؤلاء المطورون على ابتكار حلول تقنية جديدة ضمن 8 مسارات متاحة في الهوماثون هي “الحكومة الإلكترونية، والتقنية المالية، والصحة، والتعليم، والتجارة، والعمل عن بعد، والترفيه، وقطاعات الخدمات اللوجيستية”.
نشاطات ثقافية
فنانون خليجيون قرروا عدم توقف نشاطاتهم وارتأوا أن بإمكانهم مواصلة نشاطاتهم عن بعد.
في أبريل الماضي أطلقت “الجمعية السعودية للفنون التشكيلية” (جسفت) الموسم الثاني من “رواق جسفت”، أحد أنشطة الجمعية الثقافية، وذلك عبر منصات الجمعية في وسائل التواصل الاجتماعي، التزاماً منها بفترة الحجر المنزلي.
و”الرواق” عبارة عن مبادرة ثقافية فنية تتضمن نشاطاً فنياً منبرياً لفنانين تشكيليين ومثقفين لهم صلة بالفن التشكيلي.
المبادرة تقدم أنشطة عدة؛ منها “استضافة الفنانين التشكيليين للحديث عن تجربتهم الفنية في الحجر المنزلي كقصة ملهمة، ويستعرض تاريخهم الفني مع عرض أعمالهم من منازلهم من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، وعرض مشاركات الأبناء لهم”، بحسب رئيسة مجلس إدارة الجمعية، منال الرويشد.
وأضافت أن المبادرة تشمل أيضاً “إقامة عرض تفاعلي للرسم من داخل مراسم الفنانين، والحديث معهم وعرض آخر أعمالهم، واستضافة شخصيات مهمة ارتبط البقاء في المنزل بممارستهم للفن التشكيلي وعرض أعمالهم والحديث عنها”.
وبحسب الرويشد فإن المبادرة يجري من خلالها “استضافة رموز من الإعلام والثقافة، والحديث عن تجربتهم والمحاجر المنزلية والصحية”.
إنشاد ديني
وزارة الفنون العُمانية بدورها لم تلغ المسابقة الإنشادية لشهر رمضان، بسبب كورونا، وقررت أن تقام عن بعد.
وقال عبد العزيز بن ناصر البلوشي، مدير دائرة الموسيقى والفنون الشعبية بالوزارة، إن مسابقة الإنشاد ستقام هذه السنة من البيت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
تهدف المسابقة إلى استغلال أوقات الفراغ لدى أفراد المجتمع والمهتمين بمجال الإنشاد خلال أيام الشهر، وذلك في إطار اهتمام الوزارة بقطاعات الفنون المختلفة.
جائزة البوكر
جائزة “البوكر” (مقرها أبوظبي) أعلنت، لأول مرة، عن الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2020، أونلاين؛ بعد قرار السلطات في دولة الإمارات إلغاء الحفل.
وقال رئيس مجلس الأمناء في المؤسسة، ياسر سليمان، في البث الرسمي لإعلان الجائزة على قناة “يوتيوب”: “نحتفل هذه السنة بالرواية الفائزة افتراضياً”.
وأضاف: “نعود في أذهاننا إلى عوالم السنوات السابقة؛ إذ كانت ثلة مواظبة من أعضاء أسرة الرواية العربية وعشاقها يلتئمون في العاصمة أبوظبي ليحتفوا بالقائمة القصيرة وكتابها، وبالرواية الفائزة وصاحبها أو صاحبتها”.
وذهبت جائزة البوكر لهذا العام إلى رواية “الديوان الإسبرطي” للكاتب الجزائري عبد الوهاب عيساوي.
زفاف عن بعد!
يبدو أن نجاح تجارب إقامة البطولات والفعاليات عن بعد، وتحقيقها نجاحاً كبيراً هو ما شجع الكاتب السعودي فهد بن جليد ليكتب مقالاً في صحيفة “الجزيرة” السعودية، حول الزفاف الافتراضي.
حمل مقال بن جليد عنوان ” تطبيق الزفاف الافتراضي”، وتابعه “الخليج أونلاين”، ومما قال فيه: “الزفاف الافتراضي قد يكون (حلاً بديلاً) حول العالم للحد من التكاليف المالية والتخفيف من أعبائه، مع تزايد قبوله عند شريحة أكبر من الناس، كأحد مُتغيّرات (كورونا) الاجتماعية”.
لكن ما الذي يمنع من تحقيق مقترح بن جليد على أرض الواقع في البلدان الخليجية؟ خاصة أن وزارة العدل السعودية عقدت مؤخراً ورشة عمل عن بعد لمأذوني الأنكحة في المملكة تستهدف 5 آلاف مأذون لتعريفهم بمشروع العقد الإلكتروني للزواج.
وتهدف الورشة، بحسب صحيفة “عكاظ” المحلية، إلى تأهيل مأذوني الأنكحة للمرحلة الإلكترونية الجديدة؛ لتوثيق الزواج إلكترونياً بالكامل باستخدام جهاز رقمي يغني المأذون عن حمل المستندات الورقية، ويغني المستفيدين عن الذهاب إلى المحاكم.