باسيل و مستجداته
قد تكون العقوبات الأميركية التي فُرضت على رئيس “التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل قد زادت القناعة لديه بأن “حزب الله” كان على حقّ يوم لوّح بالذهاب، إقتصاديًا وعسكريًا، نحو الشرقين الأوسط والأدنى، وبالتحديد نحو سوريا والعراق وإيران والصين، بعدما أبدت كل من الصين وإيران إستعدادهما للإنفتاح على لبنان بشروط اقلّ صرامة مما هي عليه علاقته بالغرب، ولا سيما مع صندوق النقد الدولي، الذي لا يزال “حزب الله” يحاذر ويحذّر من الدخول في تفاصيل شروطه، التي يعتبرها في غير مصلحة لبنان، وقد يكون هذا الموقف أحد اسباب عدم ولادة حكومة الرئيس سعد الحريري بالسرعة المطلوبة.
وليس خافيًا إذا قلنا أن باسيل هو الذي حال دون إندفاعة “حزب الله” نحو الشرق كليًا وإدارة الظهر للغرب، أولًا لإعتقاده بأن هذا الموقف يمكن أن يُبعد عنه كأس العقوبات الأميركية، وثانيًا لإيمانه بأن لبنان يجب أن يحافظ على توازن علاقاته مع الغرب ومع الشرق على حدّ سواء، وهذا ما يميّز موقع لبنان الجغرافي كهمزة وصل بين الشرق والغرب، إقتصاديًا وحضاريًا وثقافيًا. ولذلك حاول باسيل من خلال موقعه المتقدم لدى “حزب الله” بإقناعه العدول عن فكرة إدارة الظهر للغرب، مع تأكيده على أهمية إنفتاحه على الشرق، وبالأخصّ لجهة التسهيلات، التي كان من الممكن أن يقدّمها كل من إيران والعراق في مجالي النفط والكهرباء.