نوفمبر شهر التوعية بسرطان البروستاتا
الدكتور حمد الحلو ل: الكشف المبكر ينتصر على سرطان البروستاتا
يعد سرطان البروستاتا أحد اكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال، وهو أمر مثير للقلق حتى يتم تحديد مراحله وعلاجه.
ولنعرف الأسباب وطرق الوقاية واحدث طرق العلاج حاور «الخليج الطبي» الدكتور حمد الحلو استشاري جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى بمركز برايم كير الطبي البحرين ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.
-ماهي غدة البروستاتا؟
هي غدة تناسلية ذكرية توجد أسفل عنق المثانة، وتحيط بمجرى البوب أو ما يسمى بالإحليل، تعمل البروستاتا على إفراز سائل حمضي شفاف اللون ويحتوي على كمية من الأملاح والأنزيمات والزنك الضرورية للحيوانات المنوية. وتشكل هذه الإفرازات جزءا كبيرا من السائل المنوي.
-هل لمشاكل البروستاتا أعراض معينة؟
تسبب أمراض البروستاتا أعراضا بولية منغصة منها ما يعرف بالأعراض الانسدادية مثل تقطع أو صعوبة في التبول، الحاجة الى الضغط أو عدم القدرة على التفريغ الكامل للبول، ومنها الأعراض الألحاحية مثل كثرة التبول النهاري، والليلي، الإلحاح الشديد أو في بعض الأحيان سلس البول.
كما تؤدي مشكلات البروستاتا إلى آلام أسفل البطن أو نزول قطرات من الدم في البول أو السائل المنوي.
-ما هي أكثر مشاكل البروستاتا انتشارًا؟
تنقسم مشاكل البروستاتا الرئيسية إلى ثلاثة أصناف وهي: التهاب غدة البروستاتا، والتضخم الحميد للبروستاتا, وأخيرا سرطان البروستاتا.
ويعتبر احتقان البروستاتا الأكثر شيوعًا وينتج من عدم تنظيم العلاقات الزوجية والكبت الجنسي والتهيج المستمر في بعض حالات العزل.
أما بالنسبة للتضخم الحميد للبروستاتا فهوغالبا يصيب الرجال بعد سن الخمسين، ويؤدي إلى مشاكل في التبول كتقطع البول أو كثرة التبول وأحيانًا الاحتباس البولي الكامل في بعض الحالات.
الجدير بالذكر أن أسباب هذا المرض غير معروفة تماما حتى الآن، ولكن قد تلعب بعض الهرمونات أو الوراثة دورا في ذلك.
وبالنسبة الى تضخم غدة البروستاتا فتكمن خطورتها في إحداثها لانسداد تشريحي في الإحليل واذا لم يعالج فإن ذلك يؤدي إلى احتباس البول في المثانة ومن ثم إستسقاء الكليتين، واذا استمر لفترة طويلة يؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن.
وهناك عدة طرق علاجية منها إعطاء بعض الأدوية في الحالات البسيطة، أما الحالات الشديدة فالجراحة هي الحل الأمثل وفي أغلبها نلجأ إلى استئصال أو التبخير بالمنظار عن طريق الإحليل، ومن العلاجات الجديدة استخدام تقنية الرزيوم (REZIUM) والتي تعتمد على بخار الماء وأثبتت نجاحا ونتائج ممتازة.
-ما هي أسباب سرطان البروستاتا؟
يعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطانات شيوعا في العالم والاكثر انتشارا في الرجال حيث يصاب واحد من بين كل 7 رجال ويمثل 19% من حالات السرطان الجديدة كل عام، ولحسن الحظ تقل نسبة الإصابة به في الشرق عن الغرب لأسباب عدة منها البيئية كنوعية الطعام وعامل الوراثة الجينية هذا وتزداد نسبة حدوث هذ السرطان الفتاك كلما تقدم العمر.
ومن الثابت علميًا أن السمنة أحد عوامل الخطر لسرطان البروستاتا.
-ما هي أعراضه؟
عندما يبدأ الورم في الانتشار التدريجي في غدة البروستاتا تبدأ العديد من الاعراض في الظهور والتي تتشابه في بداية الأمر مع أعراض تضخم البروستاتا الحميد التي تم ذكرها، الى جانب بول دموي أو مني مدمي مائل للاحمرار أو إلى اللون البني الداكن.
وكباقي الأورام السرطانية الأخرى فإن سرطان البروستاتا يكون سببا في الانتشار الى باقي أعضاء الجسم كالعظام مثلا مسببا آلام العمود الفقري أو الغدد اللمفاوية في الحوض مسببًا انتفاخ الأرجل نتيجة رشح السائل الليمفاوي بسبب الضغط على الأوردة والأوعية الليمفاوية.
-كيف يكون التشخيص؟
يعتمد التشخيص على الفحص السريري لغدة البروستاتا ثم التحاليل المعملية للدم لدلائل أورام البروستاتا أو ما يعرف باسم المستضد البروستاتي النوعي (PSA)، ثم الفحص بالموجات الصوتية عن طريق الشرج وهذه الوسائل الثلاثة تكون عصب التشخيص الرئيسي في غالبية الحالات، وقد يلجأ الطبيب إلى الأشعة المغناطيسية في بعض الحالات فيما تعد خزعة البروستاتا هي الطريقة الوحيدة المؤكدة لتشخيص سرطان البروستاتا حيث تؤخذ عينات صغيرة من أنسجة البروستاتا من مناطق متعددة (عادة 12) للبحث عن الخلايا السرطانية، ويقوم بها مختص بأورام البروستاتا أو طبيب أشعة مختص في التشخيص التداخلي، ويستخدم الموجات فوق الصوتية لأخذ العينة تحت المخدرالموضعي ثم ترسل للفحص النسيجي الباثالوجي.
-هل هناك طرق للوقاية من أمراض البروستاتا؟
يعتبر الكثير من المتخصصين ان شهر نوفمبر هو شهر التوعية بأمراض البروستاتا وسميت هذه الحملات باسم movember وهي كلمة هجينة بين mustache اي الشارب وNovember وتعتبر فرصة رائعة لتوعية الرجال عن كيفية الوقاية من أمراض البروستاتا.
وبشكل عام يمكن الوقاية عن طريق اتباع طرق صحية للمعيشة كالانتظام في ممارسة الرياضة وتجنب الوجبات السريعة والمشبعة بالدهون واللحوم الحمراء والحرص على تناول الأطعمة الصحية المفيدة للبروستاتا مثل الرمان والطماطم لاحتوائها على اليكوبين والقرع والفلفل البارد والسلمون والأفوكادو والجوز البرازيلي والشاي الأخضر.
كما أن هناك العديد من المكملات الغذائية التي تساعد على صحة البروستاتا واغلبها يحتوي على البلميط المنشاري (SAW PALMETTO) أو الكتان لاحتوائه على مركبات الليجنانات أو القراص الشائك (NETTLE) وهو نبات يعمل على الوقاية من التهاب مجرى البول أو ازهار الصبار التي تساهم في تنظيف المسالك البولية، كما ان الحبة السوداء وعسل السدر والعرق سوس والأغذية الغنية بفيتامينات (أ) و(ج) كالبرتقال والخس والجرجير مفيد أيضا لغدة البروستاتا.
ومن طرق الوقاية المهمة الفحص الدوري المبكر لسرطان البروستاتا عن طريق فحص الدم والفحص البدني للبروستاتا قد ثبت فاعليته لاكتشاف الأورام السرطانية خاصة عند الرجال فوق سن الخمسين أو بعد سن الأربعين في حالة وجود تاريخ عائلي، كما يجب مراجعة الطبيب عند ظهور اي اعراض تستجد في البول من السالفة الذكر، وأخيرا وليس آخرا الحفاظ على حياة الجنسية الصحيحة.
-اذا ما هو علاج سرطان البروستاتا؟
يعتبر عامل السن والصحة العامة وتصور المريض للعلاج المحتمل واثاره الجانبية ومرحلة المرض في مرحلته المبكرة هي اما تكون بالمراقبة النشطة أو العلاج الإشعاعي أو بالجراحة كل حسب حالته، ويقصد بالترصد النشط الملاحظة الدقيقة للورم مع مرور الوقت لرصد اي علامة لنموه أو ظهور اعراض، وعادة تكون عبارة عن فحص دوري لدلائل اورام البروستاتا، وفحص سريري للبروستاتا بفاعلية كبيرة.
ومما لا شك فيه ان التقنيات وطرق العلاج الحديثة اسهمت في علاج سرطان البروستاتا بفاعلية كبيرة، حيث يعد استئصال البروستاتا هو الحل الجذري للمشكلة، ويعتمد على استئصال الغدة بالشق الجراحي أو المنظار البطني أو بتقنية الربوت وتوصيل المثانة مباشرة بمجرى البول الخلفي، كما يأتي العلاج الإشعاعي الموضعي أو بالتجميد بدائل علاجية جيدة،(HIFU) العلاج بالموجات الصوتية عالية الكثافة خاصة في حالات تمركز الورم في البروستاتا وعدم انتشاره.
وقد نتجت عن هذه العلاجات القدرة على التحكم بسرطان البروستات من دون التدخل الجراحي السابق وتحت تخدير موضعي في بعض الاحيان، وهذا مناسب لكبار السن وبدون فقدان الدم أو فقدان القدرة على التبول مع امكانية الاحتفاظ بالقدرة الجنسية تبعا لحالة المريض.
اما خيارات العلاج للمرض في مراحله المتقدمة فهي العلاج الهرموني ويتم بتهبيط الغدة النخامية تحت المخ أو معاكسة تأثير الهرمون الذكري على البروستاتا بالأدوية، اما بالنسبة للحالات المتقدمة أو مع ظهور الأورام الغير مستجيبة للهرمونات يتم اللجوء إلى العلاج الكيماوي.