لبنان نحو الإفلاس الشامل والانهيار الكامل
كتب منير الربيعفي “المدن”: تضجّ الأجواء الديبلوماسية العاملة في لبنان بخلاصة واحدة: الطبقة السياسية اللبنانية لم تعد قابلة للاستمرار، إلا بالتعايش مع هذا الانهيار الذي يبقيها قائمة قبل الوصول إلى ما تحت صفر الإفلاس الكبير.
عقوبات ومساعدات إنسانية
فالقوى السياسية اللبنانية لم تعد تمتلك مقومات حماية مواقعها في النظام اللبناني المهترئ، لأنها كانت تحمي استمراريتها بمفعول الدعم الخارجي، مالياً وسياسياً. وهذا ما كان يوفر لها مقومات البقاء والصمود.
واليوم غابت أشكال الدعم كلها، وحضرت العقوبات والمقاطعة. وما من بوادر اهتمام بلبنانإلا من باب العقوبات، وأحياناً المساعدات الإنسانية. و لبنانمهمل عربياً ودولياً، وقواه السياسية عاجزة عن توفير الشروط المالية والقانونية المطلوبة منها دولياً لمنع الإنهيار. بل هي عاجزة أيضاً عن إدارة شؤونها السياسية.
نظام الإخوة الأعداء
وعلى الرغم من منازعاتها وعداواتها، تنظر هذه القوى إلى نفسها على أنها سلسلة مترابطة، تحتاج كل منها إلى الأخرى لتستمر وتبقى. وهي تدرك غريزياً أن تحطم إحدى حلقاتها سيودي بالأخريات تباعاً.
لذلك تحرص كل منها على حماية الجميع، بمعزل عن العداوات وحروب الإلغاء والتصفيات التي تخوضها في ما بينها على مكاسب سياسية أو مالية أو مصلحية.
وفي صراعها على البقاء تستنبط هذه القوى السياسية ما يمكنها من تمديد “ولايتها السياسية”: يثير قوة منها معركة التدقيق والتحقيق المالي الجنائي. فتفتح أخرى معركة قانون الانتخابات. فيما تتبادل كلها التهم والمشاحنات حول تشكيل الحكومة.
بين الوفرة والشّح
ومعاركها كلها تتغلّف بلبوس مذهبية وطائفية تسمح لكل من هذه القوى بشد عصب جمهورها ومواليها. وعملها هذا يشبه آلية عملها في السابق، في زمن الوفرة: توزيع الريوع على مواليها، وتخزين ما أتيح لها من موارد تستعملها في أيام الشح و”الجوع” في مرحلة الانهيار.