كورونا يطيح السياحة في شرم الشيخ المصرية
كورونا يطيح السياحة في شرم الشيخ المصرية
مقاهٍ خاوية على عروشها تقابلك بمجرد أن تدخل أولى خطواتك إلى الممشى الرئيس في خليج نعمة بشرم الشيخ جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية، ومحلات تخلو تماماً سوى من العاملين بها في نظرات حزن وإحباط ومحاولة التقاط أحد المارة وإقناعهم على استحياء بالشراء، وشوارع وممرات خالية من السياح، تستطيع أن تميز عدد السائرين على مد البصر، الذين لا يعدون أصابع اليدين.
شرم الشيخ واحدة من المدن المصنفة كأجمل المدن السياحية في العالم، وخليج نعمة الذي اشتهر بازدحامه على مدار سنوات طويلة، حتى بعد تراجع حركة السياحة وقصورها على السياحة الداخلية أحياناً، التي كانت وحدها كفيلة بازدحام الشوارع أيضاً، لتضرب جائحة كورونا السياحة ضربة هي الأولى من نوعها. وعلى الرغم من صمود المدينة السياحية، فإن المردود السياحي منها ظل منخفضاً، فتجد أيضاً العديد من المقاهي، وقد أغلقت أبوابها نهائياً وتراصت المقاعد والمناضد فوق بعضها البعض محملة بالأتربة وتآكل طبقات الدهان، وعلى الرغم من رفع الحظر التدريجي والسماح بفتح المقاهي ظلت نسبة الإشغال لا تتعدى 25 في المئة؛ تقريباً نصف النسبة المقررة من قبل الحكومة، بعد أن تمكنت السياحة المصرية من النهوض من كبوتها السابقة لسنوات بتحقيق رقم قياسي للإيرادات خلال العام الماضي، بلغ 13.03 مليار دولار في 2019، بزيادة 12 في المئة عن 2018، لتضرب الجائحة ما أحرزته السياحة من تقدم ضربة قاضية.
نسبة الإشغال بالفنادق تتهاوى بفعل الوباء
فنادق فاخرة وأخرى ذات الأربع نجوم وغيرها من المستوى المتواضع نسبياً تواجه المصير نفسه من انخفاض بالغ في نسبة الإشغال على الرغم من رفع الحظر تدريجياً، ما اضطر الجميع إلى تخفيض سعر الليلة في الغرفة الواحدة قرابة النصف وأقل أحياناً، واقتصرت على السياحة الداخلية، بعد أن كانت هناك نسبة إشغال من الأجانب ليست بالقليلة في ما قبل انتشار وباء كورونا لينخفض العائد الاقتصادي من العملة الصعبة بدرجة لا يستهان بها.
فبحسب خالد شعبان، مدير التسويق بشركة الرحاب للسياحة بمنتجع دلتا شرم، فإن سعر أصغر وحدة في الليلة بعد أن كان يصل قرابة الألف جنيه (63.69 دولار أميركي) تدخل بالعملة الصعبة، لم تعد سوى السياحة الداخلية فقط بعد فتح الحظر التدريجي، أما منذ بدء انتشار الفيروس توقفنا تماماً.
أما المهندس هاشم المراسيلي، أحد مديري شركات السياحة بشرم الشيخ، فيقول “اضطررنا إلى خفض رأس المال الذي تقوم عليه الشركة، من خلال ملاك الوحدات العقارية المتعاقدين معهم، بتوقيف التعامل نظراً لتوقف الوحدات المصيفية المطلوبة للإيجار، حيث تلزمنا العقود بسداد رسوم شهرية ثابتة مقابل حق الانتفاع بتأجير الوحدات بمعرفتنا سواء تم تأجيرها أم لا، الأمر الذي يعود علينا بخسائر كبيرة نظراً لحدة أزمة كورونا في العالم والشلل التام الذي سببته الجائحة.
وبحسب تقرير المنظمة العربية للسياحة بالاشتراك مع الاتحاد العربي للنقل الجوي، لتحليل الوضع بشأن تأثير فيروس كورونا في قطاع السياحة العربي، جاءت مصر بالمرتبة الخامسة من حيث مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج الإجمالي من ناحية، وفي سوق العمل من ناحية أخرى، فمنذ بداية الأزمة تمثل النسبة التقديرية بحسب التقرير في الشق الأول، 9.3 في المئة و4.9 في المئة من الناتج الإجمالي خلال 2020. أما الأخير، فجاءت نسبته منذ بدء الجائحة 9.7 في المئة، بينما في العام التالي لتفشي الوباء 2020 انخفضت النسبة إلى 5.1 في المئة من المساهمة بسوق العمل.