تقرير: أمران يؤشران لوضع اقتصادي صعب لسلطنة عمان قد يدفع بالسلطان هيثم لإجراءات تجنّبها سلفه قابوس

زعمت صحيفة عبرية أنّ الظروف الجديدة المتمثلة بأزمتي فيروس كورونا وحرب أسعار النفط قد تجبران سلطان عمان هيثم بن طارق على إعادة تشكيل العلاقات بين الدولة والمجتمع بصورة جذرية، من خلال استخدام إجراءات تقشفية؛ كي يتم السيطرة على الدين العام، وهي خطوة رفضها السلطان الراحل قابوس بن سعيد لتجنّب الاضطرابات السياسية.

ونشرت صحيفة “هآرتس” العبريّة أن الأزمتين يؤشران بخلق وضع اقتصادي صعب لسلطنة عُمان؛ ما قد يعمل على تهديد السياسية الخارجية المحايدة للدولة الخليجية واستقلالية قرارها، بجانب إمكانية إثارة الاضطرابات الداخلية.

الدين العام وتخفيض الإئتمان

ولفتت الصحيفة إلى أن الدين العام في عُمان تضخم بالفعل ووصل إلى عامه السابع في المنطقة الحمراء، ومن المتوقع أن يرتفع الدين في أزمتي “كورونا”، وحرب أسعار النفط.

ووفق مؤسسة “ستاندرد آند بورز” الائتمانية، التي خفضت الائتمان العماني طويل الأجل، فإن السلطان “هيثم بن طارق”، يتجه نحو مقايضة صعبة في الأشهر القليلة المقبلة، من أجل إيجاد حلول لعجز الميزانية، وضعف النمو، والبطالة، والضغوط المالية المتصاعدة، حتى قبل ضربة “كوفيد 19”.

عجز الميزانية 6.49 مليار دولار!

وتحتاج عمان خلال العام الجاري لتمويل عجز الميزانية الذي يصل إلى 6.49 مليار دولار من خلال الاقتراض، داخليا وخارجيا.
وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي “جون سفاكياناكيس”، إن جميع المساعدات المالية تأتي مع بعض الشروط والمواقف السياسية.
وأشارت الصحفية إلي أنه هناك خيارات نظرية، تتضمن استنزاف صندوق الثروة السيادي العماني، وبيع أصول الدولة إلى مستثمرين أفراد، والحصول على قروض من منظمات دولية، وهي الخطوة التي سيتبعها بالضرورة فرض إجراءات تقشفية، أو اللجوء لأسواق السندات العالمية ذات العائد المرتفع، وهو خيار مكلف على المدى البعيد.

خيارات محدودة

وبحسب “هآرتس” فإنه في ظل توقعات صندوق النقد الدولي بحدوث كساد عالمي في أعقاب الوباء، فإن خيارات مسقط ستكون محدودة، ولن يكون أمامها فرصة لاختيار من يستطيع إقراضها.

وتضيف الصحيفة أن أيا ما تكون الخيارات التي سيتم الاستعانة بها، فإن عمان من المتوقع أن تكون على شفا إعادة تشكيل واسعة النطاق لوضعها وسيادتها على الصعيد العالمي والإقليمي، مع عواقب بالنسبة لدول خارج منطقة الخليج، على رأسها إيران والولايات المتحدة و(إسرائيل).

ووفق الصحيفة فإن الأمر الأكثر وضوحا، والذي يتطلب تغييرا كبيرا هو إيران، من المتوقع أن تضطر عمان إلى تقليص علاقاتها مع إيران طولا وعرضا.
وصباح الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة العُمانية عن تسجيل (٤٠)إصابة جديدة بمرض فيروس كورونا (كوفيد19) وبذلك يصبح العدد الكلّي للحالات المسجلة في السلطنة (٣٧١) حالة وعدد الوفيات (٢).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى