الجيش الليبي يواصل إلحاق الهزائم بمليشيا حفتر.. وقطر تعلق
أعلن الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، مواصلته إلحاق هزائم بمليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بتوجيه ضربات جوية لقواته في سرت، والتي مُنيت بخسارة كبيرة مؤخراً في طرابلس.
وقال الناطق باسم الجيش محمد قنونو، في بيان نشره المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب”، مساء السبت: إن “سلاح الجو نفذ 3 ضربات قتالية شرقي المحطة البخارية في سرت (450 كم شرقي العاصمة طرابلس)، دمّرت آليتين مسلحتين وسيارة مصفحة ومدفعاً، ونجحت في تحييد 10 عناصر لمليشيات حفتر”.
وكان الجيش الليبي أطلق عملية “دروب النصر” لتحرير مدن وبلدات شرق ووسط البلاد، في مقدمتها سرت والجفرة.
ولاحقاً، أعلن الجيش تحرير منطقة الوشكة المحيطة بسرت، والتقدم في منطقة “بويرات الحسوان”، التي تبعد 95 كم عن المدينة.
كما تمكنت قوة حماية بني وليد (180 كم جنوب شرقي طرابلس)، مساء الجمعة، من السيطرة على مطار المدينة، بعد ساعات من طرد القوات الحكومية لمليشيا اللواء التاسع (الكانيات) التابعة لحفتر من مدينة ترهونة (90 كم جنوب شرقي طرابلس).
ودخلت بعدها القوات الحكومية بني وليد؛ لمطاردة فلول الهاربين في اليوم نفسه، وقفل أهم قاعدة خلفية بالمنطقة الغربية لتموين مليشيا حفتر بالسلاح والرجال في ترهونة وطرابلس.
وبعد سيطرة القوات الحكومية على غرفة عمليات حفتر الرئيسة في مدينة غريان (100 كم جنوبي طرابلس)، قُطع خط الإمداد الرئيس في المحور الأوسط والقادم من قاعدة الجفرة الجوية (650 كم جنوب شرقي طرابلس) مروراً بمدينة مزدة (180 كم جنوبي طرابلس).
وبسيطرتها على بني وليد ضمنت للحكومة قفل طريق إمداد استراتيجي نحو ما تبقى من مليشيا حفتر في ترهونة ومحيطها، وحرمانها من مطار حيوي للدعم اللوجيستي.
وتمثل بني وليد بموقعها الاستراتيجي جنوب غربي مصراتة (200 كم شرق طرابلس) أحد الخيارات المناسبة لتقدُّم القوات الحكومية لتحرير قاعدة الجفرة الجوية، أو مدينة سبها (750 كم جنوب طرابلس) وبلدات إقليم فزان بالجنوب.
فبني وليد بعد أن كانت مدينة متأرجحة، أصبحت بالكامل تابعة لحكومة الوفاق، رغم أن أغلبية سكانها ما زالوا متعاطفين مع نظام القذافي، لكنهم لا يحملون كثير وُد لحفتر الذي اقتحمها في 2011.
قطر تنتقد حفتر
وفي أول تعليق منه على تطورات الأحداث في ليبيا، قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن خليفة حفتر “لا يهتم بالعملية السياسية إلا عندما يخسر”، في إشارة إلى خسائره العسكرية أمام حكومة الوفاق الوطني.
جاء ذلك في حديث للوزير القطري مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، نُشر اليوم الأربعاء، حيث أضاف قائلاً: “قُلنا منذ اتفاق الصخيرات عام 2015، إن الصراع في ليبيا يجب أن يُحل بعملية سياسية، وليس بالانقلابات والعدوان العسكري”.
وأضاف: “لطالما فضّل حفتر استخدام العنف، إنه يهتم بالعملية السياسية فقط عندما يخسر، ولكنه يعود لاستخدام القوة مرة أخرى”.
وتابع: “إذا كان هناك درس يجب تعلمه، فهو أنه يجب على المجتمع الدولي الامتثال للعملية السياسية، في إطار القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وكان من شأن ذلك أن يُنقذ عديداً من أرواح الشعب الليبي وموارد البلاد”.
جدير بالذكر أن مليشيا حفتر مُنيت بسلسلة هزائم على يد الجيش الليبي، بعد تحرير العاصمة طرابلس ومدينة ترهونة (90 كم جنوب شرقي طرابلس).
وسبق أن رفض حفتر الاستجابة لنتائج مؤتمر دولي حول ليبيا، عقد في برلين يوم 19 يناير الماضي، ودعا في أبرز نتائجه إلى التزام الأطراف كافةً وقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، للبحث عن حل سياسي للنزاع.