ثيودور روزفلت: لماذا قرر متحف نيويورك إزالة تمثال الرئيس السابق؟
يعتزم متحف نيويورك إزالة تمثال الرئيس الأمريكي السابق ثيودور روزفلت وسط حراك واسع في الولايات المتحدة مناهض لرموز التمييز العنصري والإمبريالية.
وعبر أحد أحفاد روزفلت عن اتفاقه مع فكرة إزالة التمثال، وقال إنه لا يمس إرث روزفلت.
ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر إن هذه الخطوة “سخيفة”، ودعا إلى التراجع عنها.
وتشهد الولايات المتحدة جدلا واسعا حول مدى ملائمة بقاء بعض التماثيل التي تخلد بعض الرموز منذ موت جورج فلويد، وهو أمريكي من أصول أفريقية، أثناء قيام ضابط شرطة باعتقاله.
وقد استهدف الجدل تماثيل رموز شخصيات ترتبط بالكونفدرالية الأمريكية التي دعمت الإبقاء على نظام العبودية.
وانتشرت الحملة المناهضة لتلك التماثيل في أنحاء العالم متأثرة بحركة “حياة السود مهمة”، واستهدفت بعض التماثيل في عدة بلدان.
ماذا وراء قرار المتحف ؟
يوجد التمثال أمام مدخل المتحف من جهة سنترال بارك منذ عام 1940.
وقال عمدة المدينة بيل دي بلاسيو إن المتحف طلب إزالة تمثال روزفلت لأنه يصور الأمريكيين السود والسكان الأصليين على أنهم “أدنى وأقل مكانة من العرق الأبيض”.
وأضاف أنه يدعم القرار، مضيفا أنه “الوقت المناسب لإزالة التمثال”.
وقالت مديرة المتحف إلين فتر إن العالم أصبح يرى التماثيل رموزا قوية للعنصرية الممنهجة.
وأضافت أن القرار مبني على تركيبة التمثال لا على شخصية روزفلت.
وقال أحد أحفاد روزفلت لصحيفة نيويورك تايمز “هذا التمثال بتركيبته لا يعكس إرث روزفلت. حان الوقت لإزالته والمضي قدما”.
وطلب النشطاء الذين يعارضون رموز التوسع الاستعماري والتمييز العنصري إزالة التمثال على مدى سنوات.
وعبر الرئيس ترامب في تغريدته عن معارضته للخطوة.
وكان الرئيس قد عبر في فعالية انتخابية الأسبوع الماضي عن إدانته لما وصفه “بانفلات غوغاء اليسار ومحاولتهم تخريب تاريخنا وتدنيس رموزنا”.
ولم يُعلن بعد القرار النهائي بشأن التمثال.
من هو روزفلت ؟
كان الرئيس الجمهوري واحدا من الرؤساء الأكثر لمعانا واحتفاء بهم من الشعب، وخدم فترتين رئاسيتين، من 1901 -1909، وكثيرا ما يصنف ضمن الخمسة الأكثر إنجازا في تاريخ البلاد.
بيد أن إرثه متعدد الوجوه، فهو رجل نال إعجابا واسعا بسبب إجراءاته التي أدت إلى الرفاه الاجتماعي، ولكنه كان يدافع في الوقت نفسه عن مبدأ “تحسين النسل”.
و”تيدي” كما يشار للرئيس روزفلت، هو واحد من أربعة وجوه في نصب “مونت رشمور” الشهير، إلى جانب أبراهام لينكولن، وتوماس جيفرسون وجورج واشنطن.
وقد أثيرت علامات استفهام حول إرث جيفرسون وواشنطن، وكلاهما كان من مالكي العبيد، في الحملة الأخيرة لمناهضة العنصرية، وحتى موقف لنكولن من العبودية يعتبر معقدا.
وكان روزفلت من المتحمسين لتوسيع السلطة والنفوذ خارج الولايات المتحدة، واتبع سياسات تدخل سافرة.