“أعطي خبزك للخباز لو أكل نصو” مثل لبناني شهير إعتمده كثيرون في حياتهم الخاصة، وهو يعني أنه على الإنسان أن يلجأ إلى الشخص المتخصص بمجاله ليحصل منه على ما يرغب بالحصول عليه بأفضل جودة، حتى لو بسعر مرتفع، ولكن في بعض الأحيان، تكون أنت “خباز” نفسك، وتستطيع تحقيق ما يفعله المتخصص، وتصل الى مبتغاك، وهذا ما أثبته العديد من النجوم الذين برهنوا انهم يمتلكون موهبة التلحين والكتابة، وليس فقط الصوت الجميل، واستطاعوا أن يكتبوا ويلحنوا بأنفسهم أغنياتهم، وحققوا نجاحاً كبيراً.
صحيح أن لدينا العديد من الشعراء والملحنين الذين يجيدون صياغة الكلمة ووضع اللحن، ويتحفوننا دائماً بأجمل الاغنيات، لكن ذلك لا يمنع أي فنان من تفجير طاقته ومواهبه، وهذا ما فعله كثيرون.
من بين أجمل النصوص التي غنتها النجمة ماجدة الرومي، النصوص التي كتبتها بنفسها، فأغنية “ما رح إزعل على شي” حققت إنتفاضة شعبية بالرسالة الهادفة التي أوصلتها إلى محبيها، كما أن أغنيتها “إنت الملك قلبي” من أشهر أعمالها الرومانسية التي كتبتها، وغنتها بإحساس عالٍ، كما عادتها.
نجوى كرم إقتحمت عالم الكتابة بأغنية “دني يا دنا”، على الرغم من أنها لا تعتبر نفسها شاعرة، الا انها قدمت ما أحبت التعبير عنه.. ولا أحد يعرف ما تريده نجوى أكثر من نفسها، لذلك تعد هذه الأغنية من أكثر الأغنيات التي تشبه شخصيتها، ووضع الملحن جورج مارديروسيان لحنه الساحر وبصمته المميزة على الكلمات.
حسين الجسمي حقق الإنتشار العالمي من خلال أغنيته “البنط العريض” التي لحنها بنفسه، والتي تعد من أنجح الأغنيات المصرية التي غناها، ولامس عدد مستمعيها على قناته على يوتيوب الـ 500 مليون.
عاصي الحلاني من جهته أبدع من مجال التلحين تماماً كما في الغناء، ونسمي من الأغنيات التي وضع لحنه عليها: “قوي رقصيلي” و”منين اجيب العذر” و”كيف انساك” و”كل الفصول”، ولا ننسى الأغنية الوطنية “لبناني” التي ذكرت كل مواطن لبناني بأن يفتخر دايماً بأنه إبن وطن الأرز.
ومن أكثر النجوم الذين برهنوا أن الفنان كتلة من المشاعر والأحاسيس تترجم بالكتابة والتلحين والصوت، الفنان مروان خوري والفنان تامر حسني والفنان زياد برجي، فمن منا لم يعشق صوت واحساس مروان خوري في أغنية “كل القصايد” التي كتبها ولحنها مروان، مثلها مثل كل أغنياته التي أبدع فيها منذ بدايته بالفن، وصولاً إلى أحدث أغنياته “مهلاً على قلبي”. مروان لا يبخل على زملائه أيضاً، فقد قدم للعديد من الفنانين أجمل الأغنيات، منها شارة مسلسل “لو” للفنانة إليسا، “غني للحب” للسيدة ماجدة الرومي، “يا رايح” لنوال الزغبي، “معقول” لفضل شاكر، “عز الحبايب” لصابر الرباعي.
تامر حسني من جهته كتب ولحن العديد من الأغنيات التي حققت نجاحاً باهراً، نذكر منها “إرجعلي”، “إفتكرلي” و”أصعب احساس”.
أما زياد برجي، فهو معروف بألحانه التي تدخل الى القلب من دون استئذان، وتعاون مع العديد من النجمات، منهن إليسا ونانسي عجرم ومايا دياب. ومع ذلك يستطيع أن يختار لنفسه أغنيات رائعة، نذكر منها “شو حلو” التي كتبها ولحنها بنفسه وغناها، والتي تصدرت قائمة الأغنيات، وحققت عدد مشاهدات استثنائي وصل إلى أكثر من 289 مليون مشاهدة على قناته الخاصة على يوتيوب، إضافة الى أغنية “لعيونك الحلوين” التي طرحها عام 2019، والتي حققت له إنتشاراً واسعاً، ولا ننسى ثنائيته مع الشاعر أحمد ماضي في العديد من الأغنيات التي لحنها وغناها زياد، منها “وين بدك تروح”، “أنا وياك” و”حبيبي وينو..”، وكذلك الأغنيات التي قدمها الثنائي لفنانين آخرين.
لكارول سماحة عدة تجارب في كتابة الأغنيات، منها أغنية “سهرانين” التي كانت “هيت” الموسم في عام 2014، فكنا نسمع الأغنية في حفلات الزفاف والسهرات، ولكارول أيضاً أغنيات أخرى كتبتها، نذكر منها “أنا سحراك” و”غيرت مبادئي”، واللافت في كارول أنها تكتب أغنياتها بإحساس جميل، وباللهجة المصرية.
هيفا وهبي في تجربتها بكتابة أغنيتها “هفضل” أثبتت أنها صاحبة إحساس مرهف بصياغة الكلمات، خصوصاً أنها كتبت هذه الأغنية باللهجة المصرية التي تتقنها، وحققت نجاحاً كبيراً بها.
من ناحيته تفوق سيف نبيل على نفسه في تلحين أغنياته، منها “ما أقدر انساك” و”فدوه اروح اني”.
يوري مرقدي من الفنانين المتعددي المواهب، فمن منا لم يردد أغنيتَي “عربي أنا” و”عم فكر جن” اللتين كتبهما ولحنهما؟
أدهم نابلسي قرر قبل فترة أن يخرج من منطقته المريحة comfort zone، فأطل بعيداً عن تعاونه المعتاد مع الشاعر علي المولى والملحن رامي الشافعي، بعد أن تعاون معهما في العديد من الأغنيات، منها “نسخة منك” و”مشتاق” و”تقبلني”، وأصبح أدهم يلحن أغنياته، أو يكتبها ويلحنها، وأغنيته الأخيرة “خايف”، وقبلها العديد من الأغنيات، هي خير دليل على أنه يستطيع ان يكون الكاتب والملحن والمغني في الوقت نفسه.
لا يمكننا أن نذكر كل النجوم الذين لحنوا وكتبوا أغنياتهم لأنهم كثيرون، ومعظمهم نجحوا وأبدعوا.
إذاً نجومنا في لبنان والوطن العربي ليسوا مجرد صوت أو شكل جميل، بل أثبتوا أنهم أصحاب فن وثقافة وسالة، فلنسلط الضوء على موهبة نجومنا في كتابة الأغنيات الجميلة، ولنبتعد عن الفنانين الذين لا يقدمون محتوى جيداً ولا يملكون صوتاً جميلاً، فهؤلاء لا يمثلوننا.
زر الذهاب إلى الأعلى