ميقاتي… تحدث الى اللبنانيين
المراوحة مميتة!… والشعب يلفظ انفاسه الاخيرة على الطرقات!
تعجز الكلامات عن وصف التردي الذي وصل اليه الوضع اللبناني، اذ يبدو هذا الشعب غارقا في ازمات معقدة، وفي المقابل لا أذان لمن يفترض بهم ان يكونوا اصحاب الحلّ والربطّ، فهؤلاء يطبقون مقولة “من بعدي الطوفان”…
لا احد يعول على الحكومة العتيدة لـ”تشيل الزير من البير”، ولكن على الاقل ملء الفراغ الحكومي المفتوح منذ اكثر من سنة قد يضع حدّا للانهيار…
لقد استند ميقاتي في قبوله التكليف على 3 عوامل: العامل الشخصي في العلاقة مع الرئيس ميشال عون، بعدما كان التوتر سائدا في العلاقة بين بعبدا وبيت الوسط على خلفية استقالة الرئيس سعد الحريري دون تنسيق مسبق. حزب الله الذي سمّاه خلافا لما كان يقوم به سابقا. الوضع الداخلي والخارجي المؤيد لتأليف الحكومة والمستعد لمساعدتها.
ولكن بعد نحو شهر ونصف الشهر على التكليف، اصطدمت هذه العوامل بالعقد، فعون بقي متشددا ومتصلبا في موقفه، الضغوط الخارجية ليست بالمستوى بالمطلوب!
وامام هذا الواقع اسئلة كثيرة والمطلوب اجوبة:
هل لدى الرئيس المكلف مصلحة في ربط النزاع مع التأليف، اذ لحظة الاعتذار سيصبح خارج اللعبة السياسية؟
ما هي الضغوط التي يتعرض لها، وما هي الاوراق التي يخشى خسارتها؟
هل ينتظر رفع الدعم الذي بات على قاب قوسين، كي لا يحمل كرة النار وتداعياتها؟
من يريد ان يبقي المومنتوم الراهن على ما هو عليه لاطول مدة ممكنة؟
هل الاعتذار يحتاج الى ضوء اخضر من نادي رؤساء الحكومات السابقين؟
هل بعد الاعتذار لن تكلف اي شخصية سُنية لتولي هذا المنصب، وهناك خشية من توتر طائفي، و الدخول في نزاع جديد مع رئاسة الجمهورية.
هل ينتظر الرئيس المكلف ضغطا دوليا ممكن ان يدفع الى تغيير ما يؤدي الى تليين المواقف من تشكيل الحكومة او الاتفاق على اسماء لا تشكل استفزازا في موضوع الحقائب العالقة.
هل هناك مؤشرات اميركية ودولية لمساعدة الوضعية القائمة لمنعها من الانهيار، في ضوء موقف واشنطن من استجرار الغاز رغم العقوبات على ايران وسوريا؟
… لائحة الاسئلة طويلة، وربما الاجوبة عند الرئيس المكلف الذي كان يدرك سلفا ان عون متمسك بالثلث المعطل ولا يمكن ان تفرض عليه شروط ولن يفرّط بورقة الحكومة التي يمسك بزمامها في نهاية عهده.
على الرئيس المكلف ان يصارح اللبنانيين… واذا لم يكن لديه الجواب، فالاعتذار اليوم قبل الغد هو المطلوب، والمراوحة مميتة!… بينما الشعب يلفظ انفاسه الاخيرة على الطرقات!