إبنة إعلامي لبناني في رسالة مؤثرة.. هذا ما قالته لأبناء وطنها
نشر الإعلامي في قناة الـ”MTV” مارك بيروتي منشوراً عبر حسابه على “فيسبوك” جاء فيه:
“كتبت إبنتي آنا ماريا بيروتي هذا الخطاب كجزء من فرضٍ مدرسي في ثانوية القديس يوسف عينطورة.
استمتعوا به، لم أصحح الأخطاء اللغوية: زملائي الأعزاء،
السيدة سلامة المحترمة،
إسمي ماريا آنا بيروتي
أبلغ من العمر 14 عاماً، وأحب بلدي كثيراً… ومع ذلك، هناك شيء يحزنني في الآونة الأخيرة…
غادر العديد من أصدقائي وأبناء وطني من رجال ونساء لبنان وذلك بسبب الأزمة الإقتصادية…
ها أنا هنا اليوم، الآن، أقف أمامكم، وأريد أن أتشارك معكم، سراً تشاركته عائلتي لأجيال وأجيال…
هذه هي طريقتنا في محاربة التنمر، أو محاربة أي شيء.
نحن لا نستسلم أبداً، وكل هذا من خلال التعلّم من الأشجار…
فالشجرة لا تختار المكان الذي تزرع فيه… الأشجار لا تتذمر إن وجدت إلى جانبها أشجار أخرى، من المنافسة، أو من السلبية… إنها تنمو فقط… تصب تركيزها على أن تكون أفضل شجرة…
فالشجرة لا تهتم ما إذا كانت الحرارة مرتفعة اليوم أكثر من الأمس، كما أنها لا تهتم إن كانت السماء ستُمطر… فهي تتأقلم… أحياناً تتخلص من أوراقها وأحياناً أخرى تدخل في حالة من السكون أو تحاول الحصول على جذور أطول…
الأشجار عنيدة، الأشجار تحارب الخطر والأعداء طوال حياتها؛ يمكن للعواصف أن تكسر أغصانها، أن تجرح جذورها، وأن تمزق أوراقها، لكن هذه الأشجار تنمو عالياً وتبقى تتمتع بنضارتها.
تنمو الأشجار وإن تُركت مع موارد محدودة، فهي تنمو في الجزر البعيدة، في الصحارى، في أعالي قمم الجبال ووسط ظروف مناخية قاسية.
الأشجار لا تقرر تغيير مكانها… إلا أنها تميلُ إلى التمسّك بمكانها. الأشجارُ هم مُحاربون.
الأشجار تعلمنا إستراتيجية القتال والفوز في وجه الطغاة. لا بد أن يكون هناك شيء مميز في عدم الإستسلام.
أصدقائي الأعزاء،
“تعرف البذرة الصغيرة أنها لكي تنمو، عليها أن ترمى في الأوساخ، وأن تغطى بالظلام، وأن تكافح للوصول إلى النور”.
وعلى حد قول البعض، يريدون دفننا كلبنانيين، لكنهم نسوا أننا بذور.
أصدقائي الأعزاء، دعونا نتعلم من الأشجار أن نحب لبنان أكثر وأكثر كل يوم”.