بعبدا لن تُرسل الى ميقاتي “أهلا بها الطلّة”.. “الستاتيكو” عنوان مرحلة “العصفورية”
كتب كمال ذبيان في” الديار”:
طلة ميقاتي على القصر الجمهوري ما زالت متأخرة، ولا اهلا ولا سهلا به اذا لم يحمل معه صيغة جديدة لحكومة، تحاكي ملاحظات الرئيس عون، وهو ما لن يفعله الرئيس المكلف ولن يخضع لشروط باسيل الذي يسانده رئيس الجمهورية الذي يقول لزواره، ان حكومة آخر العهد، له رأي فيها والتي يراها سياسية بامتياز، لتملأ الفراغ الذي قد يحدثه عدم انتخاب رئيس للجمهورية، فهو كما اعتبر في اول عهده بعد انتخابه لرئاسة الجمهورية، ان الحكومة الاولى التي تشكلت، ليست هي حكومة العهد، فانه لن يختم ولايته بحكومة تفرض عليه، او لا يكون له حق “الفيتو”، لان الدستور نص على التشاور بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية في الحكومة، لان توقيعه على مراسيمها له قيمة دستورية وسياسية، ويقيم التوازن الطائفي والوطني.
لذلك، فان شريكي تشكيل الحكومة دستوريا، ما زالا غير متفقين على شكلها وعديدها وتوزيع حقائبها، وفق ما تؤكد مصادر مطلعة على ولادتها، اذ يمر الوقت دون احراز تقدم، ولا يوجد وسطاء بينهما، سوى محاولات سياسية داخلية، وتحديدا من حزب الله، الذي يشدد على الاسراع في تأليف الحكومة، لان هموم الناس المعيشية تزداد وتتضاعف الاعباء المالية عليهم، في ظل انقطاع دائم للكهرباء والمياه وتراجع الخدمات، والشلل الذي اصاب مؤسسات الدولة، مع الاضراب المفتوح لموظفي القطاع العام.
فميقاتي غير مرحب به في القصر الجمهوري، ولن ترسل له عبارة “اهلا بها الطلة”، لان الخلاف عميق بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، ويعبّر عن ذلك “التيار الوطني الحر”، الذي لا يمر يوم دون توجيه الانتقاد لميقاتي، الذي لم يكن لا الرئيس عون ولا باسيل يرغبان بعودته الى السراي، بل كانا يفضلان شخصية سنية تجاريهما بمطالبهما، واولها اقالة حاكم مصرف لبنان التي يرفضها ميقاتي، وهذه نقطة اساسية في الخلاف بينهما، وافصح الرئيس المكلف عن ذلك، بان المهلة قصيرة امام الفترة المتبقية من العهد، والحكومة ستكون انتقالية، وبمهمة محددة، تقوم على استكمال الاصلاحات والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وحصول انتخابات رئاسة الجمهورية، وغير ذلك لا يمكنها اجراء تعيينات في نهاية العهد لاسباب سياسية، اضافة الى ان لا اتفاق حول اسم حاكم مصرف لبنان الجديد، كما يقول ميقاتي.
فـ”الستاتيكو” هو عنوان المرحلة الحالية، والحكومة الحالية ستستمر في تصريف الاعمال، وان رئيسها غير مستعجل لتشكيلها اذا استمر فرض الشروط عليه، واختصر المشهد اللبناني باننا الى “العصفورية ذاهبون”.