تعقيدات المواقف والتوازنات النيابية ترجّح فرضية الفراغ في سدة الرئاسة

مع اقتراب الموعد الدستوري للانتخابات الرئاسية، والتي يمكن ان تجري ما بين نهاية آب الجاري ونهاية تشرين الأول المقبل، يبدو من مسار المواقف والتطورات ان الامور تتجه الى فراغ في سدة الرئاسة.

وفي هذا السياق كتبت” الديار”: بعدما كان الحديث يتمحور في الاسابيع الماضية حول امكانية التفاهم على رئيس «تسووي»، باعتبار ان فريقي الصراع في لبنان مقتنعين بعدم قدرة اي منهما على تأمين فوز مرشحه، عادت الأمور الى نقطة الصفر مع تصعيد كل من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع بملف الرئاسة، رافعين السقف كثيرا. وقالت مصادر مواكبة للملف لـ «الديار» انه «بعدما كنا اقتربنا كثيرا من مرحلة طرح بعض الأسماء التي قد تشكل مخرجا للأزمة، خرج باسيل ليعلن تمسكه بالرئيس الذي يحظى بتمثيل نيابي ووزاري، وهو يعلم انها مواصفات لا تنطبق الا عليه وعلى جعجع، ليخرج الاخير قبل ساعات ليطرح انتخاب رئيس «تحدي»، وهو يعلم ان ذلك غير ممكن في ظل الاصطفافات النيابية الحالية التي لا تتيح تأمين نصاب اي جلسة لانتخاب رئيس من هذا النوع». وأشارت المصادر الى «اننا اقتربنا أكثر من أي وقت مضى من الحائط المسدود، مع صعود جعجع وباسيل الى أعلى الشجرة واستبعاد نزولهما عنها أقله في الاشهر القليلة المقبلة». وتضيف المصادر:»حتى ولو اتفق الجميع على اسم رئيس معين، لا يمكن السير به من دون غطاء احد المسيحيين الاقوياء اي جعجع او باسيل، وهو غطاء لا يبدو ان ايا منهما سيمنحه لاي كان مجانا».

وكتبت” البناء”: تستبعد أوساط سياسية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مرجحة فرضية الفراغ الرئاسي لأشهر عدة. ولفتت الى أن «لا فريق 8 آذار يستطيع إيصال رئيس من فريقه، ولا فريق 14 آذار يستطيع انتخاب رئيس، وبالتالي نحن أمام أقليتين كبيرتين قادرة كل منهما على تعطيل الانتخاب ونحن ذاهبون الى تعطيل الاستحقاق الرئاسي ولا أحد يتجرأ على إظهار ذلك، وأول المعطلين هو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والمجتمع المدني، فلا أحد يملك تصوراً لشخصية رئيس ويستطيع تأمين النصاب له، إلا إذا حصلت في الشهرين المقبلين تطورات دراماتيكية سياسية على مستوى الإقليم»، وتساءلت الأوساط: «كيف يعلن جعجع رفضه لانتخاب رئيس من 8 آذار ورئيس تسوية ولا يملك قدرة على فرض رئيس من فريقه ولا حتى قدرة على تعطيل ايصال رئيس من الفريق الآخر؟».
وتشير الأوساط أن «كل الأسماء التي تطرح بهدف تعبئة الوقت الضائع وحرق الأسماء وليست ترشيحات جدية، باستثناء الوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون»، ولفتت الى أن «فرنجية يملك حظوظاً كبيرة للتوافق عليه، لكن يحتاج الى ثلاثة عناصر: اتفاق مع النائب باسيل برعاية وضمانة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكتلة النائب السابق وليد جنبلاط وكتلة سنية، والثالث أن لا يقوم سمير جعجع والمجتمع المدني بتعطيل الجلسة»، وأوضحت أن «المواصفات التي طرحها باسيل من بكركي لا تعارض مواصفات فرنجية»، وتخلص الأوساط للقول إن انتخاب رئيس للجمهورية يحتاج الى الأكثرية وتؤمن من الداخل بتوافق عدة كتل نيابية على مرشح معين، والثاني الى النصاب وهذا يؤمنه الخارج بتمرير كلمة سر لفريق القوات والمجتمع المدني».

وترجح مصادر سياسية مطلعة أن يعمد الرئيس عون في الايام والاسابيع المقبلة لـ»رفع الصوت أكثر فأكثر وتسمية الأمور بأسمائها بعدما لم يعد هناك ما يخسره»، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى انه «بعدما تم افشال عهده، وقد بات محسوما انه غير قادر على تأمين وصول صهره النائب جبران باسيل لخلافته في بعبدا، لم يعد هناك ما يخسره وسيلجأ لسياسة «عليي وعلى أعدائي»، وسيكون معارضا شرسا من جديد بعد انتقاله مجددا الى الرابية».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى