فرنجية مهّد أرض المعركة…. والفراغ لن يطول

يوم واحد يفصلنا عن انطلاق المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس ميشال عون، ووفقا للدستور لا مانع من ان يكون يوم غد الخميس 1 أيلول 2022، موعد اعلان اسم جديد لتولي مهام الرئاسة الاولى المنهكة بفعل الصلاحيات والممارسات في آن معا.

لكن الواقع يبدو مغايرا لما ينص عليه الدستور، فرئيس مجلس النواب نبيه بري لم يقدم على دعوة المجلس النيابي ليتحوّل الى هيئة ناخبة فيقوم بالمهام المطلوبة منه على هذا الصعيد.
وبناء عليه ووفقا لمبدأ الواقعية السياسية المتبع في لبنان، يبدو ان الاستحقاق الرئاسي لن يمرّ بالسلاسة عينها التي تم فيها تمرير استحقاق انتخاب بري رئيسا للمجلس النيابي وتسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل آخر حكومات العهد الحالي.

وفي هذا الاطار، يقول مرجع  “من الواضح جدا ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية لن يتم ضمن المهلة الدستورية المحددة، اي قبل انتهاء شهر تشرين الأول ومغادرة الرئيس عون لقصر بعبدا، وبالتالي ستكون البلاد أمام فراغ في السدة الرئاسية الاولى لا مفرّ منه، لكن الفراغ المتوقع في هذه المرحلة لن يشبه ولا بأي شكل من الأشكال الفراع الرئاسي الذي عاشه اللبنانيون بين مرحلتي الرئيس ميشال سليمان والرئيس عون.
فالبلاد لا يمكن لها ان تحتمل فترة زمنية طويلة من الفراغ الرئاسي الذي يحتم عدم الانتظام في عمل مختلف مؤسسات الدولة، فالفترة الحالية تتطلب اجتهادا وعملا متواصلا لاقرار ما يجب اقراره داخليا، أكان على صعيد ملف الاتفاق مع صندوق النقد الدولي او على صعيد ترسيم الحدود، وبالتالي تعتبر الملفات المذكورة عوامل ضغط ستؤدي دون ادنى شك الى عدم اطالة فترة الفراغ الرئاسي”.

ويضيف المرجع”المشكلة الحقيقية في اطار انتخاب رئيس جديد للجمهورية هي ضمن الفريق الواحد وتحديدا ضمن “فريق الثامن من أذار”،فالواقع السياسي المحلي يشير بطريقة او بأخرى الى أن ما كان يعرف ب”فريق الرابع عشر من أذار” غير قادر على ايصال مرشح له الى سدة الرئاسة الاولى، وكذلك الامر بفريق النواب التغييريين الذين يتخبطون في اختلافاتهم.
اما الواقع الخارجي، فيشير الى تراجع الاهتمام المباشر في لبنان وبالتالي الى عدم ضغط اي جهة دولية  لانتخاب رئيس للجمهورية من فئة سياسية محددة، مع العلم ان كل دولة ترغب برئيس من ضمن تحالفها الاقليمي او الدولي.
وما يهم الدول العربية وغير العربية فعلا هو وصول رئيس قادر على بناء جسور تواصل بينها وبين حزب الله والمحور الذي يمثله، وهنا لا بد من العودة الى المشكلة القائمة ضمن “فريق الثامن من أذار”.

فهذا الفريق، يدرك انه ان لم يتمكن سريعا من لملمة صفوفه واختيار شخصية واحدة للسير بها، فهو حتما سيضطر للتوجه نحو شخصية وسطية وهذا ما يمكن اعتباره خسارة له بطريقة او أخرى”.
ويرى المرجع عينه أن ” اللقاء الذي حصل بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية برعاية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله  لن يكون يتيما، فالعمل جار وبوتيرة سريعة للجمع بين باسيل وفرنجية بهدف الوصول الى تسوية ضمن الفريق الواحد تضمن وصول المرشح الأوفر حظا الى قصر بعبدا.
وفي سياق متصل، بدأت الاخبار تتوالى عن فقدان ثقة بين المردة وحزب الله، وفي الحقيقة لا يمكن وضع هذه الأخبار الا في خانة الشائعات المعروفة الأهداف والمصادر، ففرنجية ووفقا لزواره يعبر عن ثقته الدائمة بحليفه،  تاركا له اختيار الاسلوب المناسب لخوض المعركة الى جانبه، مع العلم ان فرنجية حضر أرضية ملائمة لخوض غمار المعركة الرئاسية  تنطلق من انفتاح في التواصل مع قوى سياسية محلية سنية ودرزية ومسيحية ولا تتوقف عند تواصل معلن وغير معلن مع بعض الدول العربية وغير العربية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى