لبنان المأزوم يترقب الحرب الاوكرانية وإستقرار العراق
تفيد معطيات خارجية عن إمكان قيام تحرك دولي على وقع العد العكسي لمغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قصر بعبدا تاركا خلفه شغورا في الرئاسة وحكومة تصريف الاعمال، فالدخول في النفق المظلم أقرب للانتحار الذي ينبغي تفاديه.
وفق مقولة ارتباط لبنان بالعراق رغم الانفصال الجغرافي، تترقب القوى المحلية المتغيرات الحاصلة في بغداد، وأغلب الظن بأن مسار الإتفراج سينسحب من هناك الى بيروت، ولكن لن يخلُ الأمر من منغصّات سياسية لا بد منها، خصوصا في ظل تصلب “التيار الوطني الحر” تجاه تشكيل حكومة في نهاية العهد، وحتى اشتراط كيفية إدارة الفراغ في رئاسة الجمهورية كما الاستحقاق الرئاسي.
تلك المتغيرات ، لم تحصل بين ليلة وضحاها، فتسوية وصول العماد عون الى سدة الرئاسة استغرقت سنتين من التعطيل وقبل ذلك كانت أحداث 7 أيار في بيروت التي دكت الاستقرار الداخلي، فكان إتفاق الدوحة الذي أفضى إلى وصول قائد الجيش ميشال سليمان الى الرئاسة ، لذلك لا يمكن التكهن بطبيعة المرحلة المقبلة سوى الجزم بأنها تتسم بالترقب لمسار الخارج كما بالحذر من مفاجآت الداخل.
على قاعدة، مصائب قوم عند قوم فوائد يجزم سياسي لبناني بأن حرب أوكرانيا واشتعال سوق الغاز عالميا انقذ لبنان لناحية إتمام الترسيم البحري في التوقيت الحالي، حيث الاستعجال الأميركي كما الاوروبي بالحصول على الغاز من مصادر جديدة، ما يحتم الاستخراج الفوري لثروة شرق المتوسط وفق تقاطعات كان ينبغي تأمينها سمحت للبنان بالتمسك بحقوقه الطبيعية والحصول على حقل قانا، رغم عدم إمكانية التكهن بكميات الغاز فيه او نوعيتها.
في ضوء ذلك، فان مسار حرب اوكرانيا كما استقرار العراق عاملان يشكلان مدخلا لمعالجة أزمة لبنان، و هذا لا يعفي الأطراف المحلية من مسؤولية إدخال لبنان في حلبة من الصراع السياسي والرهان على فرض شروط ، في حين ان الوقائع المتوفرة لا تتيح المزيد من الفرص، وتفرض أقصى درجات الواقعية في ظرف مضطرب جدا.
المصدر: لبنان 24