تعرّف إلى منافس لترامب وبايدن خطف الأضواء بالانتخابات
الحديث في الولايات المتحدة وغيرها هذه الأيام، هو عن أبرز خاطف للأضواء ظهر في انتخابات التجديد النصفي الأميركية، بحسب ما يمكن استنتاجه من الوارد إعلاميا أمس واليوم عن الجمهوري Ron DeSantis الذي أثار بأدائه الإعجاب، كما بفوزه بحاكمية ولاية فلوريدا لولاية ثانية، وبأغلبية ساحقة جعلته منافسا لترمب على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة بانتخابات 2024 المقبلة، وسط تقارير ذكر بعضها أنه سيكون بعمر 46 سنة عاما، فيما ترمب 78 وبايدن 82 عاما، وهو فارق له تأثير باختيارات الناخب الأميركي.
وأكثر ما يعزز الرأي بأن “ديسانتيس” الذي درس التاريخ بجامعة Yale University في ولاية كونيتيكت، حيث كان قائدا فيها لفريق البيسبول، ثم الحقوق بجامعة هارفارد، هو خيار أفضل للجمهوريين من ترمب، أن فوزه الساحق على منافسه الديمقراطي تشارلي كريست، كان بفارق 19 نقطة تعادل أكثر من مليون و500 ألف صوت زيادة، لأنه فاز في 62 مقاطعة من أصل 67 بفلوريدا، بينها انتصار مذهل في مقاطعة Miami-Dade الموصوفة بأنها معقل تقليدي للديمقراطيين.
ديسانتيس، المولود في 1978 بمدينة Jacksonville في فلوريدا، فاز لأول مرة بمقعد في 2012 بكونغرس الولاية، وبعد أن أمضى فيه 5 سنوات، شارك خلالها بتأسيس “كتلة الحرية” للمحافظين اليمينيين المتشددين، فاز في 2018 بمنصب حاكم فلوريدا، ثم فاجأه في بداية 2020 عدو لم يكن على البال وخطير، هو “كورونا” الذي راح يفتك قتلا وكيفما كان، فلم يتهاون معه، بل أسرع الى مكافحته منذ أيامه الأولى، في وقت تساهل البيت الأبيض مع الفيروس ومعه معظم الولايات.
وأول ما خالف به ديسانتيس التوجهات العامة، هو أمر أصدره بإغلاق عام في الولاية، ثم أسرع وأقام مئات من مراكز الاختبار وطلب ملايين الكمامات، وبعدها بعام رفع القيود وأعاد فتح المدارس، مخالفا أيضا التوجهات بعموم البلاد ذلك الوقت “لذلك قدّر الكثيرون من سكان الولاية جهده وموقفه” وفقا لما نقلت إذاعة BBC البريطانية عن الخبيرة الاستراتيجية الجمهورية Sarah Longwill مؤسسة حركة الناخبين الجمهوريين ضد ترمب.
“كان الأب الذي اعتنى بأطفالي”
ولا يخفي ترمب خوفه من تصاعد ديسانتيس الشهير بعباراته الحماسية النافذة، فحين عاد مساء الاثنين الماضي إلى منزله في فلوريدا بعد مهرجان انتخابي حاشد في أوهايو، بحسب ما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أمس، شاهده على شاشة تلفزيون بالقرب، وقال لمن معه: “هذا منافسنا”. وقبلها أشار اليه وسمّاه Ron De-Sanctimonious أي “رون المتظاهر بالأدب والورع” مما أثار تعنيفا له وتوبيخا من محافظين جمهوريين، لكنه أقر في اليوم التالي أنه سيفوز بفلوريدا لولاية ثانية، حتى لو لم يحظ بتأييده الواضح والصريح.
ومن المعروف عن ديسانتيس، الأب لثلاثة أطفال من زوجته Casey Black الأصغر سنا منه بعامين، أنه محارب قديم في البحرية الأميركية، وموصوف بأنه عاطفي، وقف الى جانب زوجته المذيعة سابقا للأخبار بتلفزيون محلي، وساعدها طوال عام على مكافحة سرطان بالثدي أتعبها الى حد كبير، حتى قهرته منذ 8 أشهر، لذلك وجهت قبل أيام رسالة تلفزيونية مؤثرة للناخبين، كان لها فعل كبير.
قالت لهم: “إذا أردت أن تتعرف الى ديسانتيس حقا، فقد كان الأب الذي اعتنى بأطفالي عندما لم أتمكن. كان بقربي دائما ليرفعني من الأرض عندما لم أستطع الوقوف. كان معي دائما للقتال عندما لم أكن أمتلك قوة لأكافح من أجل نفسي. هذا هو رون ديسانتيس”.