ليل عنيف: التحالف الدولي يوجه ضربات على مواقع حوثية في اليمن.. والأخير يردّ بـ”قوة”
شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جويّة ضد الحوثيين استهدفت مواقع في مدن يمنية عدّة ردا على هجماتهم على سفن في البحر الأحمر
وجاءت الضربات في أعقاب تحذيرات من الحلفاء الغربيين، شاركت فيها طائرات مقاتلة واستعملت فيها صواريخ توماهوك، بحسب وسائل اعلام أميركية.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، شن غارات بمشاركة بريطانية استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في عدد من المدن اليمنية.
وتعرّض في الحديدة، معسكر القوات البحرية بمنطقة الكثيب ومحيط مطار الحديدة وموقع في ضواحي زبيد والزيدية بالمدينة. وطال القصف في صنعاء، قاعدة الديلمي الجوية وفج عطان ومعسكر اللواء الثامن وهي منشئات تحتوي على ورش تصنيع صواريخ وطائرات مسيرة.
كما طال القصف معسكرات في محافظة تعز من بينها معسكر الجند ومحيط مطار تعز واللواء 122، وتم استهداف معسكر كهلان في صعدة. كذلك امتد القصف الى مواقع اخرى في حجة.
وأكد مسؤول أميركي لوكالة رويترز إن الضربات ضد الحوثيين تتم بطائرات وسفن وغواصات.
من جهته، قال قيادي في جماعة الحوثي إن غارات استهدفت عدة مدن يمنية في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة.
وكتب القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى على منصة إكس “العدوان.. على اليمن يشن عدة غارات على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة وصعدة وذمار”.
قصف حوثي تجاه البحر الأحمر
وردّ الحوثيون بقصف تجاه البحر الأحمر، بعد استهداف تحالف “حارس الازدهار” معاقله في عدة مدن يمنية من بينها صعدة معقل الجماعة والعاصمة صنعاء والحديدة.
وأكد القيادي في جماعة الحوثي علي القحوم، أن القوات الحوثية ردت بقوة على البوارج الأميركية والبريطانية المتواجدة في البحر الأحمر وقصفت مدنا يمنية.
من جهته، شدد القيادي في جماعة الحوثيين عبد الله بن عامر، على أن “العدوان الأميركي البريطاني لن يمر دون رد والمواجهة لم ولن تتوقف”
أول تعليق من بايدن وسوناك على ضرب الحوثيين
وعلّق الرئيس الأميركي جو بايدن على ضربة وجهتها واشنطن ودول أخرى للحوثيين، وقال بايدن إن قوات أميركية وبريطانية وبدعم من دول أخرى من بينها أستراليا والبحرين وكندا وهولندا نفذت بنجاح ضربات ضد عدد من الأهداف التي يستخدمها الحوثيون في اليمن.
وأضاف أن “هذه الضربات رد مباشر على هجمات الحوثيين على السفن الدولية في البحر الأحمر”، مؤكداً أنه لن يتردد في إعطاء توجيهات لاتخاذ المزيد من الإجراءات.
من جانبه، أعلن ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني أن سلاح الجو الملكي نفذ ضربات استهدفت منشآت عسكرية يستخدمها الحوثيون في اليمن.
وقال إن “المملكة المتحدة ستدافع دوما عن حرية الملاحة وتدفق التجارة”، مشيرا إلى أن البحرية الملكية ستواصل دورياتها في البحر الأحمر ضمن العملية متعددة الجنسيات “حارس الازدهار” لردع الحوثيين.
وقال سوناك في بيان: “رغم التحذيرات المتكرّرة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيّون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرّة أخرى هذا الأسبوع ضدّ سفن حربيّة بريطانيّة وأميركيّة”، مضيفا “هذا لا يمكن أن يستمرّ (…) لذا اتّخذنا إجراءات محدودة وضروريّة ومتناسبة دفاعا عن النفس”.
وأشار سوناك إلى أنّ سلاح الجوّ الملكي نفّذ “ضربات ضدّ مواقع عسكريّة في اليمن يستخدمها المتمرّدون الحوثيّون”.
وأردف رئيس الوزراء البريطاني أنّ “المملكة المتحدة ستدافع دوما عن حرّية الملاحة والتدفّق الحرّ للتجارة”، واصفا تصرّفات الحوثيّين بأنّها “غير مسؤولة” و”مزعزعة للاستقرار” و”تتسبّب في تعطيل كبير لطريق تجاري حيوي” وبالتالي “زيادة أسعار المواد الخام”.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتية لمسيرات وصواريخ.
وقال أوستن في بيان إن “هذه العملية تستهدف تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيين على تعريض البحّارة للخطر وتهديد التجارة الدولية في أحد أهم الممرات البحرية في العالم”.
وقال أوستن في بيان إنّ “ضربات اليوم استهدفت مواقع مرتبطة بالطائرات بلا طيّار التابعة للحوثيّين والصواريخ الباليستيّة وصواريخ كروز وقدرات الرادار الساحلي والمراقبة الجوّية”، مشيرا إلى أنّ أستراليا والبحرين وكندا وهولندا قدّمت الدعم.
وشدّد وزير الدفاع الأميركي على أنّ “إجراءات التحالف اليوم تبعث رسالة واضحة إلى الحوثيّين، مفادها أنّهم سيتحمّلون مزيدا من الأثمان إذا لم يُنهوا هجماتهم غير الشرعيّة”.
دعم أسترالي
بدوره، قال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، اليوم الجمعة، إن أستراليا قدمت دعما للأفراد العسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا خلال الضربات التي شنها البلدان ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن.
السعودية تصدر بيانا
إلى ذلك، أصدرت المملكة العربية السعودية بيانا بعد قصف استهدف مواقع حوثية في اليمن.
وقال البيان: “تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية”.
وأضاف البيان: “وإذ تؤكد المملكة على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع، لتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث.”
روسيا تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن
هذا وطلبت روسيا عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة على خلفية الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.
وذكرت قناة “تليغرام” التابعة للبعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة أن “روسيا طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي في 12 كانون الثاني فيما يتعلق بالضربات الأميركية والبريطانية على اليمن”.