بريطاني من أصول لبنانية على رأس HSBC
يواجه البنك إلى جانب تهديدات التصعيد الجيوسياسي بين الغرب والصين محاولات تقسيم أعماله وتفتيت المجموعة
أعلنت مجموعة “إتش أس بي سي” HSBC المصرفية اختيار المسؤول المالي للمجموعة جورج الحديري رئيساً تنفيذياً للبنك، خلفاً للرئيس التنفيذي الحالي نويل كوين الذي يغادر منصبه مطلع شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
والحديري من أصل لبناني وتلقى تعليمه في فرنسا والتحق بالبنك العالمي قبل 19 عاماً، وأصيب المستثمرون في البنك والأسواق بالدهشة في أبريل (نيسان) الماضي حينما أعلن كوين ترك منصبه بعد خمسة أعوام من العمل على رأس واحد من أكبر البنوك العالمية.
ويواجه الحديري مهمة صعبة في منصبه الجديد في ظل زيادة التوتر بين الغرب والصين، فمع أن البنك مقره الرئيس في بريطانيا إلا أن أعماله واسعة في آسيا، وخصوصاً مقره السابق في هونغ كونغ.
وكانت ترقية الحديري لمنصب أكبر مسؤول مالي في المجموعة أدهشت الأسواق عام 2022، خصوصاً أنه لم يكن قادماً من أقسام إدارة الثروة ولم يسبق له الدخول في عمليات البنك داخل آسيا، لكن سرعان ما هدأ رد فعل السوق وسط توقعات بأن ترقيته هي تجهيز له ليتولى الوظيفة الأعلى في المجموعة.
وسيعمل الحديري كرئيس تنفيذي بصورة وثيقة مع رئيس المجموعة السير مارك تكر المعروف عنه الحرص على التدخل ومتابعة الأمور بصورة شخصية.
وقلص كوين عمليات المجموعة العالمية لتركز اهتمامها على آسيا، كما قاد عملية إعادة هيكلة واسعة تضمنت تسريح 35 ألف من العاملين وخفض الكُلف التشغيلية بمقدار 4.5 مليار دولار سنوياً.
بريطاني – لبناني بتعليم فرنسي
وأصدر الرئيس التنفيذي الجديد للبنك بياناً قال فيه “يشرفني جداً تلك الثقة التي وضعت فيّ كي أقود هذه المؤسسة العظيمة نحو المستقبل”.
وستعلن المجموعة عن اختيار مديرها المالي الجديد خلفاً له في وقت لاحق، وسيحصل الرئيس التنفيذي الجديد على راتب سنوي مقداره 1.38 مليون جنيه إسترليني (1.8 مليون دولار)، إضافة إلى أقساط معاش تقاعدي بما يوازي نسبة 10 في المئة من الراتب الأساس، مع علاوة سنوية تصل إلى 215 في المئة من الراتب وعلاوة طويلة الأمد بنسبة 320 في المئة من الراتب الأساس، بينما بلغت مخصصات سلفه كوين 10.6 مليون جنيه إسترليني (13.8 مليون دولار) العام الماضي.
ويبلغ المصرفي البريطاني – اللبناني الأصل والفرنسي الدراسة من العمر 50 سنة، وقبل تعيينه مديراً مالياً للمجموعة المصرفية بنهاية عام 2022 كان في إجازة لمدة ستة أشهر، استغلها في تعلم اللغة الصينية، وهو من هواة التزحلق على الجليد ولديه رخصة طيران خاصة.
وكان واضحاً وقتها أنه يعد لدور أكبر في المجموعة حتى وإن لم يشغل أي منصب لها في هونغ كونغ، حيث تعد الأخيرة مركز أعمال مهم للمجموعة المنكشفة على الصين بقوة.
وتمثل عائدات المجموعة من أعمال هونغ كونغ تقريباً نصف عائداتها الإجمالية وأكبر بكثير من عائدات البنك من عملياته في بريطانيا، حيث مقره الرئيس الآن.
وتلقى جورج الحديري تعليمه الأولي في لبنان، إذ كان والده يعمل مصرفياً محلياً ووالدته معلمة، وأرسله والداه إلى كلية الهندسة الباريسية الشهيرة “إيكول بوليتكنيك” لتلقي تعليمه العالي، وقضى فترة تدريب في البنك الحكومي الفرنسي “كايس دي ديبوت” في مكتب تداولات البنك في ألمانيا، ثم بعد ذلك عمل في البنك الاستثماري الأميركي الكبير “غولدمان ساكس” ثم البنك الفرنسي “باريبا” قبل أن يلتحق ببنك “أتش أس بي سي” عام 2005.
علاقته بالشرق الأوسط
وخلال عمله في البنك تولى إدارة الأسواق في البنك وعمل لفترة في دبي ضمن المسؤولية عن عمليات البنك في الشرق الأوسط، وله علاقات واسعة في مجال المال والأعمال مع دول منطقة الخليج والشرق الأوسط عموماً.
وفي بدايته مع المجموعة عمل مع سمير عساف ومع الرئيس السابق لعمليات بنك “أتش أس بي سي” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا محمد بن مزيد التويغري خلال الفترة من 2010 إلى 2016.
وعلى رغم أنه لم يتول أية مناصب تنفيذية لها علاقة بآسيا، أبعد من منطقة الخليج، إلا أن صحيفة “فايننشال تايمز” نقلت عن كبار المسؤولين في المجموعة قولهم إن جورج الحديري هو القادر على التفاهم ما بين الغرب والصين في هذه المرحلة من تصاعد التوتر بين الجانبين، في وقت يركز فيه بنك “أتش أس بي سي” على أعماله في آسيا والصين تحديداً، إلى جانب أعماله في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويواجه البنك إلى جانب تهديدات التصعيد الجيوسياسي بين الغرب والصين محاولات تقسيم أعماله وتفتيت المجموعة التي كانت بدأتها مجموعة التأمين الصينية “بينغ آن”، أكبر مالك لأسهم “إتش أس بي سي”.
وقاوم نويل كوين حتى الآن محاولات التقسيم، لكن ذلك يظل تحدياً مهماً وخصوصاً إذا انضم مستثمرون آخرون إلى مجموعة التأمين الصينية في مطالبتها بتفتيت المجموعة إلى كيانات مستقلة.
المصدر : عربية Independent