القيلة النخاعية السحائية.. أسبابها وكيف يمكن علاجها؟

تعد القيلة النخاعية السحائية هي النوع الأكثر خطورة من السنسنة المشقوقة، حيث لا تتطور عظام العمود الفقري للطفل بشكل صحيح أثناء الحمل، مما يتسبب في بروز الأغشية المحيطة بالنخاع الشوكي لخارج الفقرة المفتوحة التي لم تتطور أثناء الحمل، لتخرج بعض الأجزاء العصبية المغلفة بالأغشية من النخاع الشوكي إلى الخارج على شكل كيس.

على الجانب الآخر، وفقاً لموقع “هيلث لاين”، قد تكون القيلة النخاعية السحائية أكثر شيوعاً في أسفل الظهر، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان في العمود الفقري، مما يسبب أعراضاً لدى الطفل؛ مثل فقدان الإحساس ووظيفة المفاصل ومشاكل في التحكم في العضلة العاصرة.

ويجب الانتباه إلى أن القيلة النخاعية السحائية ليس لها علاج، لأنه على الرغم من أنه من الممكن تقليل أعراضها عن طريق إجراء عملية جراحية، إلا أن الإصابات الناجمة عن هذه المشكلة لا يمكن علاجها نهائياً.

أسباب القيلة النخاعية السحائية عند الأطفال

لم يتم تحديد سبب القيلة النخاعية السحائية ولكن يُعتقد أنها نتيجة لعوامل وراثية وبيئية – الصورة من موقع Freepik

لم يتم تحديد سبب القيلة النخاعية السحائية بشكل كامل بعد، ومع ذلك يُعتقد أنها نتيجة لبعض العوامل الوراثية والبيئية، وترتبط عادةً بتاريخ عائلي من تشوهات العمود الفقري، أما عن بعض العوامل التي تزيد من استعداد الأم لإنجاب طفل مصاب بالقيلة النخاعية السحائية فهي:

  • تناول بعض الأدوية لعلاج النوبات أثناء الحمل.
  • إنجاب طفل مصاب بالسنسنة المشقوقة في السابق.
  • إصابة الأم الحامل بالسكري.
  • عدم تناول النساء الحوامل مكملات حمض الفوليك قبل وأثناء الحمل، لذا يوصى بقيام الحامل بتناول حمض الفوليك، فبجانب فوائده للوقاية من القيلة النخاعية السحائية، فإنه يساعد أيضاً على منع الولادة المبكرة وتسمم الحمل.

تعرفي إلى المزيد حول أسباب التشوهات الخِلقية عند الأطفال

أعراض القيلة النخاعية السحائية عند الأطفال

  • بمجرد ولادة الطفل، يُمكن رؤية العارض الرئيسي للحالة؛ وهو وجود كيس ينبض يخرج من ظهر المولود، وأحياناً قد تكون هناك طبقة رقيقة من الجلد فوق هذا الكيس، أو قد يكون مُغطى بالشعر.
  • صعوبة أو غياب الحركة في الساقين.
  • ضعف عضلي.
  • فقدان الحساسية للحرارة أو البرودة.
  • سلس البول والبراز.
  • تشوهات في الساقين أو القدمين.
  • مشاكل في التعلم.
  • النوبات.
  • وفي بعض الحالات، قد تكون هناك أيضاً مشاكل في تكوين الدماغ والسائل النخاعي الزائد، والذي يسمى استسقاء الرأس، وهو تراكم السوائل في تجاويف الدماغ.
  • في بعض الأحيان يولد الأطفال المصابون بالقيلة النخاعية السحائية وهم يعانون من مشاكل طبية أخرى؛ مثل الانحناء المفرط للعمود الفقري، أو مشاكل في الورك، أو مشاكل في القلب أو الكلى، أو حنف القدم.

تشخيص القيلة النخاعية السحائية

خلال فترة الحمل، هناك اختبارات ما قبل الولادة تستخدم لتحديد ما إذا كان الطفل مصاباً بهذا النوع من السنسنة المشقوقة أو العيوب الخلقية الأخرى، وهي:

  • اختبار البروتين الجنيني (AFP)، وهو بروتين ينتجه الجنين، وارتفاع مستواه في الدم يمكن أن يشير إلى إصابة الطفل بهذا المرض.
  • الموجات فوق الصوتية قبل الولادة أو التصوير بالرنين المغناطيسي للجنين، والتي يمكن من خلالها رؤية القيلة النخاعية السحائية.
  • بزل السلى، حيث يأخذ الطبيب عينة صغيرة من السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين في الرحم. يمكن أن يشير مستوى البروتين الجنيني الأعلى من المتوسط في السائل إلى إصابة الطفل بالسنسنة المشقوقة.
  • في كثير من الأحيان، يتم تشخيص القيلة النخاعية السحائية فقط بعد ولادة الطفل، ويتم ذلك من خلال ملاحظة الكيس على ظهر المولود الجديد. في هذه الحالة، قد يطلب الطبيب أيضاً إجراء دراسات تصويرية، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، لرؤية العمود الفقري وعظام الظهر للطفل حديث الولادة بشكل أكثر وضوحاً وتأكيد المرض.

علاج القيلة النخاعية عند الأطفال

قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية إضافية بعد السنة الأولى من عمر الطفل – الصورة من موقع AdobeStock

يمكن للطبيب تشخيص وعلاج القيلة النخاعية السحائية بعد مرور أول 48 ساعة بعد الولادة، وذلك عن طريق إجراء عملية جراحية للطفل لتصحيح التغير في العمود الفقري، ومنع ظهور التهابات أو أكياس جديدة في الحبل الشوكي للحد من المضاعفات والأعراض، وعلى الرغم من أن العلاج الجراحي للقيلة النخاعية السحائية فعال في إصلاح إصابة العمود الفقري للطفل، إلا أنه غير قادر على علاج العواقب التي يعاني منها الطفل منذ الولادة، لأنه إذا ولد الطفل مصاباً بالشلل أو سلس البول؛ فلن يتم علاجه، ولكن سيتم تجنب ظهور مضاعفات أخرى جديدة قد تنشأ نتيجة للقيلة النخاعية.

بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأن معظم الأطفال الذين يعانون من القيلة النخاعية السحائية يمكن أن يصابوا أيضاً باستسقاء الرأس، فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية إضافية بعد السنة الأولى من عمر الطفل لتصريف السوائل في دماغ الطفل إلى أجزاء أخرى من الجسم، لذا يجب أن يخضع الطفل للفحص من قبل الطبيب.

فوائد ممارسة العلاج الطبيعي

يجب إجراء العلاج الطبيعي للقيلة النخاعية السحائية أثناء عملية نمو الطفل وتطوره؛ للحفاظ على نطاق المفاصل ومنع ضمور العضلات.

بالإضافة إلى ذلك، يعد العلاج الطبيعي أيضاً وسيلة ممتازة لتشجيع الطفل على مواجهة أعراض القيلة النخاعية، كما هو الحال في حالة الشلل، مما يسمح له بعيش حياة مستقلة من خلال استخدام العكازات أو الكرسي المتحرك.

علاج القيلة النخاعية في الرحم

على الرغم من أنها أقل شيوعاً، إلا أنه يوجد في بعض المستشفيات أيضاً خيار إجراء عملية جراحية لإغلاق القيلة النخاعية السحائية للجنين قبل انتهاء فترة الحمل داخل رحم المرأة الحامل.

يمكن إجراء هذه الجراحة بعد مرور 24 أسبوعاً من الحمل، ولكنها تعد إجراءً دقيقاً للغاية ولا ينبغي القيام بها إلا بواسطة جراح متمرس، ومع ذلك فإن نتائج الجراحة في الرحم تبدو أفضل؛ وذلك لأن هناك فرصاً أقل لحدوث إصابات جديدة في الحبل الشوكي أثناء الحمل.

متى ترين الطبيب؟

بعد خروج الطفل من المستشفى وإجرائه للعملية الجراحية، من المهم الذهاب إلى الطبيب عند ظهور أعراض مثل:

  • حمى أعلى من 38 درجة مئوية.
  • عدم الرغبة في اللعب واللامبالاة.
  • احمرار في موقع الجراحة.
  • انخفاض القوة في الأطراف.
  • القيء المتكرر.
  • اليافوخ المتوسع.

قد تشير هذه الأعراض إلى مضاعفات خطيرة، مثل العدوى أو استسقاء الرأس، لذلك من المهم الذهاب بطفلك إلى غرفة الطوارئ في أسرع وقت ممكن.

المصدر : سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى