الذكرى السنوية الأولى لرحيل القلم الناقد الأستاذ سلمان الحايكي
الثلاثاء ١٩ مايو ٢٠٢٠ – 02:00
كتب جميل سرحان:
تعود بنا الذاكرة في مثل هذه الأيام في هذا الشهر الفضيل المبارك إلى يوم التاسع عشر من شهر مايو من عام 2019 يوم الذكرى الأليمة على قلوبنا نحن العاملين في «أخبار الخليج» على وجه الخصوص، وعلى كل من عرف شخصية الأستاذ سلمان الحايكي رحمه الله عن قرب، وعاشره وعاش العديد من المواقف معه.
وتأتي هذه السنة مليئة بالحزن والكآبة ولا سيما مع أخبار انتشار المرض المزعج (كوفيد 19) الذي ألقى بظلاله المحبطة على الأجواء بصفة عامة، ورسم ملامح التعب والأسى في قلوبنا جميعا.. نعم هي ذكرى خاصة بالنسبة إلي أن أكتب في رثاء أستاذي الأول في الصحافة الرياضية ومعلمي الذي لن أنساه ما حييت، فهذه حروف الكلمات تكاد تنفجر بكاء ولوعة على فراقه، ولا يسعنا إلا أن ندعو له بالمغفرة والرحمة ولأهله ومحبيه بالصبر والسلوان.
مواقف مشرّفة
قالت الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة رئيس مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة الطاولة إن هناك الكثير من المواقف المشرّفة والتعاون الملموس والطاقة الإيجابية التي جمعتها بها الذكريات مع الراحل سلمان الحايكي، وأن إيثاره الكبير ونصيحته الدائمة وابتسامته المعهودة من أبرز الأمور التي تفتقدها اليوم.
وأضافت: نستذكر الراحل الكبير سلمان الحايكي بكل معاني الأخوة والود، فهو الأستاذ الرياضي، والصحفي المخضرم، ونعتز دائما بدوره الكبير في الصحافة الرياضية ودعمه للعبة كرة الطاولة ولاعبيها وإدارييها، فهو واحد من أبنائها، وقد حرص -رحمه الله- على إثراء الساحة الصحفية بتغطياته الشاملة والمتنوعة عن الرياضة والرياضيين بشكل عام.
وتابعت الشيخة حياة قائلة: الراحل سلمان الحايكي ليس مجرد صحفي عرفناه، بل هو شاعر وناقد وصاحب رأي رصين، وله العديد من الإبداعات في الكثير من المجالات، واليوم تأتينا الذكرى السنوية الأولى لرحيله ونحن نشتاق إليه، ونتذكّر تلك الأيام الجميلة التي جمعتنا معه، ولا يمكننا أن ننساها بهذه السهولة، لأن الراحل كان بحرا غزيرا من العطاء.
وتمنّت الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة أن تظل ذكرى الراحل سلمان الحايكي حاضرة في وجدان الجميع، وأن يكون حضوره في مختلف الفعاليات والمواقف التي يحبها، بما يعزز من تاريخه الكبير وعطائه الزاخر في الصحافة الرياضية البحرينية، وتجاربه الأصيلة التي لا يمكن نسيانها.
نفتقده كثيرا
وقال نبيل بن عبدالله الساعي رئيس مجلس إدارة نادي البحرين السابق الذي جمعته العديد من المواقف والذكريات بالراحل سلمان الحايكي: إن هذه الذكرى أليمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، والراحل الحايكي قلّ نظيره على الساحة الصحفية الرياضية، فهو من القلائل الذين تميزوا بقوة الطرح، وبراعة المضمون، وتوصيف الآراء بأدق الكلمات، وكان يمتاز -رحمه الله- بالأسلوب السهل الممتنع.
وأضاف الساعي: لا ننسى الأيام الرائعة والتواصل الدائم الذي جمعنا بالراحل سلمان الحايكي، فهو من الرجال الذين وقفوا إلى جانبنا في نادي البحرين كثيرا، ودعمه غير المحدود مع مجلس الإدارة في تلك الفترة مشهود له، ولا يمكن إغفاله، مؤكدا أن الحايكي من الصحفيين البارزين والنادرين في البحرين.
وشدد الساعي على أهمية تخليد رجل الصحافة الرياضية الأستاذ سلمان الحايكي، والعمل على تذكّره في أبرز المواقف والفعاليات، وخاصة أنه لم يبخل علينا بعطائه الوفير، وروحه التي لا تفارقها الصراحة والنصيحة، مبتهلا إلى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه الفسيح من جناته.
موسوعة ثقافية
وقال علي بن أحمد البوعينين نائب رئيس اتحاد الكرة للشؤون الإدارية والمالية إن الكاتب سلمان الحايكي موسوعة ثقافية متنوعة تحوي الأدب والشعر والنقد والبلاغة في المجال الأدبي وكذلك في المجال الرياضي،
وهذه الثقافة ساهمت في إثراء الصحافة الرياضية من خلال الطرح المتنوع ذي الأبعاد المختلفة، من تحليل وتقييم واستنتاج، وهو ما أسهم في عملية تطوير عمل المؤسسات الرياضية المختلفة.
وأضاف: إن الراحل أحد الأقلام الجريئة التي تملك القدرة على النقد المباشر والبناء، والطرح المقبول من قبل الجميع لكونه صاحب اختصاص في الجوانب الرياضية، نظرا لما يتمتع به من خبرة أكاديمية وتجربة ميدانية عميقة، لافتا إلى أن الساحة الصحفية الرياضية فقدت رجلا نبيلا وأخا ناصحا، وصاحب رأي مسموع، وله العديد من المواقف المشرّفة تجاه اتحاد الكرة وتجاه الرياضة بشكل عام، مؤكدا أن الجميع اليوم يفتقد الراحل سلمان الحايكي، ويتذكر سجاياه الحميدة.
وقال البوعينين: من الطبيعي أن يترك رحيل الأستاذ سلمان الحايكي فراغا، فهو من الشخصيات التي تميّزت بأسلوب النقد الهادف، وسلاسة التعبير، وبراعة الوصف، ومن الصعب إيجاد مثل هذه (الكاريزما) في الوقت الراهن، لافتا إلى أن الصحفيين اليوم يشعرون بالفراغ الذي خلّفه الحايكي بينهم.
وأكد علي البوعينين أن الموت أمر حق على كل حيّ، وحين يأتينا هذا المصاب الجلل في من نحب، تختلف ردود أفعالنا معبرة عما تختلج به صدورنا من حزن وأسى، ورحيل الحايكي خلّف فينا الحزن الشديد بدون شك، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يتجاوز عنا وعنه، وأن يسكنه فسيح جناته