اول عارضة ازياء ممتلىء

امتلاء,سمنة, بدانة, وكأن هذه الكلمات تخصّ المرأة وحدها في عالم المظهر. فلا بأس أن يكون الرجل بجسم غير مثالي، فيما تُطالَب النساء أكثر بأن يوحّدن أوزانهن.
لا يمكن الترويج لأسلوب حياة غير صحي أو الامتناع عن تقديم مبادرات تحارب السمنة، لكننا بتنا نحارب المرأة عبر التنمّر الجارح وغير الإنساني على الممتلئات الذي يتمّ اليوم عبر الإعلام والسينما. ربما قد يكون متوقعاً تلقي التنمر من مراهق أو عابر سبيل في الشارع، لكن أن يبدر من شخصية مثقفة ارتدت سترتها الأنيقة وجلست على منبرها لتخاطب جمهورها. فهو غير مقبول مهما كان سياق الكلام.
الإعلامية المصرية ريهام سعيد أهانت المرأة البدينة، حين قالت في برنامجها “صبايا” إن “الناس (التخينة) ميتة، وعبء على أهلها وعلى الدولة، وتشوّه المنظر”. واختصت المرأة بعبارات مُحبطة وتوصيفات مهينة مثل :”وهي تتمشى بالعباءة وغير قادرة على المشي وتعرج بسبب ركبتيها اللتين تؤلمانها. متعرقة بسبب السموم غير الطبيعية. فقدت كل أنوثتها وضحكتها. فقدت كل شيء. منهن من تركها زوجها وهرب. ومنهن من فسخن خطوبتهن. ومنهن من يختارهن الرجل “التخين قوي” الذي يرضى بها” … وإن كانت المرأة البدينة في مجتمعنا أقل حظاً في الزواج والعمل، فهذا يعود إلى محدد مقاييس الجمال الذي تبدّل لإرضاء رجل اليوم، فيما كانت تسمى صاحبة الجسم المكتنز بـ”خرساء الأساور” في ما مضى، ووصف المتنبي السمينات بالرعابيب كنموذج للجسد الأجمل.
من جانب آخر، تكرّس رسوم الكاريكاتور العربية صورتَي المرأة البدينة أو تلك المهووسة بالجمال للضحك. وخارج هذه الصورة النمطية للمظهر المرغوب والمرفوض، تتحدث الشابة التونسية أماني السيبي. هي أول عارضة أزياء عربية ممتلئة. لم تجد مكاناً في عالم الموضة لكنها أصرت على إظهار قدراتها ونجحت برغم مضايقات كلامية قررت ألّا تلازمها طيلة حياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى