هل نحتاج إلى مسافة 8 أمتار للوقاية من كورونا في الشتاء؟
ترك مسافة مترين بين الأشخاص لم يعد يكفي للوقاية من فيروس كورونا المستجد أو كوفيد-19 بحسب دراسة علمية جديدة!
قام باحثون من مركز هيلمهولتز لأبحاث العدوى Helmholtz Centre for Infection Research في ألمانيا بدراسة علمية لإثبات إمكانية انتقال فيروس كورونا المستجد Covid-19 إلى مسافة تصل إلى 8 أمتار في الأجواء الباردة التي يوجد فيها هواء غير متحرك، وهذا ما يدحض نظرية التباعد لمسافة مترين التي تعمل بها المنظمات العالمية.
وقد ركز الباحثون في دراستهم على خبر تفشي الفيروس في أحد مجازر اللحوم في ألمانيا والذي تسبب في إصابة 1500 شخص يعملون داخلها بعد أن انتقلت إليهم العدوى من أحد العمال الذي كان يتواجد على مسافة ثمانية أمتار منهم. ونوه الباحثون إلى وجود حالات مماثلة في مجازر أخرى حول العالم وقد لعبت فيها الأجواء الباردة التي تقل فيها الحرارة عن 10 درجات مئوية دوراً أساسياً في انتشار الفيروس
تعزز نتائج هذه الدراسة من المخاوف التي تشير إلى إمكانية أن يشكل فيروس كورونا قدراً أكبر من الخطورة في فصل الشتاء، وهي شهور السنة التي يقضي فيها الناس وقتاً أطول في منازلهم المغلقة ويقتربون من بعضهم البعض بشكل أكبر.
ويرى الباحثون أن الفيروسات تبقى مدة أطول على قيد الحياة طالما لم تتعرض لأشعة الشمس، وهو ما يعني أن الشُعب الهوائية تكون أكثر عرضة للإصابة في الأجواء الباردة، وأنَّ الفيروس قد يطفو في الهواء ليصيب أشخاصاً بعيدين عن المصاب؛ لا سيما وأنّ الهواء البارد الذي ينتشر في الجو دون أن يتم تغييره بشكل مستمر هو من الأمور التي تساعد على تحريك جزيئيات الفيروس لمسافات طويلة.
وفي حديث لصحيفة ديلي ميل البريطانية Daily Mail أشار البروفيسور آدم غروندهوف، وهو أحد المشاركين في البحث، إلى إنّ المصانع المبرّدة هي مراكز مثالية لتفشي الفايروس مقارنة بالمصانع الأخرى؛ لأن الأشخاص يكونون قريبين من بعضهم البعض ويعملون في درجات حرارة منخفضة، وهذا يعني أن البيئة الباردة تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وإنّ الطقس البارد يثير حساسية الشعب الهوائية، ويعرّض الخلايا للعدوى الفيروسية